"أأغضُّ بَصَري عَنْ رَسْمَة؟!"

83 24 4
                                    

متابع: "أدري أنّ اللبس القصير والضيق حرام.. والنظر إليهما حرام.. لذلك امتنعت عن مشاهدة المسلسلات التمثيلية.. لكن الأنمي مجرد رسمة!"

بدايةً نذكر ما أفتى به العلماء.. وهو؛ "لا فرق بين مشاهدة المرأة الأجنبية على أصل خلقتها، أو على صورة ثابتة، أو متحركة، أو كانت رسوماً يدوية"

والحديث التالي يبيّن حرمة تخيل الرجل للمرأة الأجنبية:

(لاَ تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا).

فأولى إن كان ذلك مشاهَداً بالصوت والصورة، ولو رسماً؛ فإنه أبلغ من مجرد الخيال، فيكون أولى بالمنع. فالإثم موجود!

والأثر النفسي في الحقيقة والرسمة لها نفس التأثير، وقد أثبت العلم هذا!

وترقيق مؤديات الصوت لأصواتهنَّ يُعدُّ من الخضوع بالقول؛ فلا لا يجوز للرجال الاستماع..

هذا عدا أنّ الأنمي يظهر الأشكال المثالية للشخصيات.. فتجدها خالية من العيوب ولها جمال لا تجده في الحقيقة.. فبذلك يكون تأثيره أقوى..

وعلى هذا يُقاس لبس بنات الأنمي "القصير" (ما فوق الركبة)؛

لا يجوز متابعته.. لإظهاره العورات.. ولا يكاد أنمي يخلو من اللبس القصير!! أو الضيق!!

فالنظر لكل هذا محرّم.. ويؤثم عليه فاعله..

وتتأَكد حُرمته إن وُجِدَ لها تأثير.. ومع ملاحظة مآل متابعي الأنمي.. وقيام المنتجين بزيادة الدقة في رسم العورات، فذلك يدل على أنّ هناك تأثير كبير، وللأسف الكثير وصل للإباحية بسبب ذلك..

فلا تتحدى نفسك!! إن كنت -ولله الحمد- الآن لم تتأثر بمشاهدتها! فلا تتساهل، قد تتغيّر بتساهلك.. فأنت لست بمعصوم..

ويجب غض البصر عن الحرام.. وللأسف الأنمي مليء بهذه المناظر.. ولا يصح أن نقول سأشاهد وأيضاً سأغضُّ بصري.. فهذا مثله مثل الذهاب برجليك إلى مرقَص مختلط والادعاء بغضّ البصر وعدم الاستماع للموسيقى..

وبالنسبة للنساء هناك مسألة النظر للرجال في الأنمي.. وعدم غض البصر، والإمعان في صورهم. فتجد بعضهن يقلن: "وسيم" "أعقم عيني" "زوجي"؟!

قال تعالى: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ 30 وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَـٰتِ يُغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِنَّ...()


وأخيراً:

يجب أن نتذكر ونسأل أنفسنا أنْ كيف مرَّ كلُّ هذا علينا مرور الكرام!! وقد كتبت في صحائفنا.. ونحن كنا نحسب أننا نحسن صنعا..

إن الله لغفور رحيم.. رغم ما أذنبنا يبيّن لنا الحق.. وهذا من حِلْمِه.. فعلينا المسارعة بالتوبة النصوحة.. فهي تمحي الذنوب.. وتبدّل السيئات حسنات كما قال تعالى: ﴿إلَّا مَن تَابَ وءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَـٰـلِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِم حَسَنَـٰتٍ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيمًا﴾.. وهذا من رحمته وكرمه.. فالحمد لله..

لنكف عن الأنميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن