.-(الفصل الثامن)-.

301 19 1
                                    


وصلت إلى باب مكتبه و تنهدت و دقت الباب فتفاجأت حينما رأت سيدها جالس على الكرسي الهزاز على غير العادة المقابل لمدفأة
الحطب و ممسكا بكتاب ما و يقرأه لتغلق الباب بفرح و تقدمت منه لتقف وراءه واضعة يديها على ظهر الكرسي و قد أمالت رأسها نحو جانب وجهه و شعرها الكراميلي الطويل قد أخذ راحته لينزلق نحو كتفها الايسر بطريقة خلابة تأسر العقول، لتقول بفرح طفولي

"جميل المكان، أليس كذلك سيدي؟؟"

التفت إليها ليضيع في غابات عينيها و هي تاهت في غاباته الخريفية و ما أجمله من ضياع و ما أجملها من متاهة هكذا كانوا يشعرون، كل منهما قد غاص في تفاصيل بعضهما البعض فشعرت فيونا بأنفاسه
الحارة قريبة منها فابتعدت فورا قائلة و هي تعيد خصلات شعرها الكراميلي المتمردة الطويلة خلف أذنها بخجل

"ه..هذا المكان رائع إنني أحبه هه!"

فجلست بجانب المدفأة على الأرض مستمتعة بدفئها بعدما أشعلها لتوه و قد أغلق الستائر أيضا لتنشر ضوء النار البرتقالي في كافة الغرفة بطريقة مريحة جدا و عم الصمت في المكان بشكل هادئ أكثر من اللازم لتقول بمرح محاولة تغيير هذا الجو الشبيه بالكآبة

"ما الذي تقرأه سيدي؟؟"

أما هو فكان جميلا بحق واضعا قدما فوق الأخرى مرتديا بذلة رسمية سوداء كسواد شعره الغرابي و قد زادته وسامة و فخامة، و قد كان مرتديا نظارات القراءة و هذا ما زاده جمالا و جاذبية ليقلب صفحة الكتاب و هو يهز نفسه قليلا كما لو أنه وحده في مكتبه فتنهدت و قالت بحزن

"حسنا أنا أسفة سيدي لقد بالغت في غضبي نحوك"

لقد كان سعيدا كيف هي مهتمة به لذا فكر أن يطيل لعبته قليلا فلذا لم يرد عليها و لو تعلم أنه يلعب معه لن تسامحه حينها أبدا لتلاعبه معها بهذا الشكل الفظيع، فقالت في نفسها بانزعاج

"هل هو أصم أم ماذا؟؟! لقد اعتذرت له و لا يريد رؤيتي حتى!"

فنهضت و اقتربت من أذنه و قالت ببراءة لطيفة

"أنا أسفة سيدي هل سمعتني الان؟؟!"

أما هو فلقد كان صوتها موسيقى تعزف على أوتار قلبه، لم يرضخ لها أراد منها فعل المزيد يريد أن يرى ماذا ستفعل أكثر من هذا أراد أن
يعرف ما الذي يفكر فيه عقلها الصغير هذا فلذا اكتفى بالصمت و لم يتحدث و لو بكلمة و لم يزحزح عسليتاه عن كتابه و لكن قلبه أراد أن
يراها و بقوة و لكنه أمسك نفسه بصعوبة بالغة فجلست فيونا أمامه تماما جلسة القرفصاء و قد أخذت كتابه من بين يديه ووضعته جانبا و
قد مسكت يده اليمنى و صافحته و هي تقول بمرح طفولي

"لقد تصالحنا سيدي أصبحنا كما كنا في السابق أليس كذلك؟؟"

أما هو فكان متفاجئا من فعلها الطفولي فجزم في نفسه أنها طفلة بدون شك!! فقهقه بخشونة قد دوت صداها في أرجاء المكتب قد
جعلت قلبها يرقص فرحا بهذه النغمة التي تحبها فقال بشبه ابتسامة

°•{خادمته و ملكة قلبه}•°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن