.-(الفصل الثاني)-.

415 23 4
                                    

استجمعت طاقتها و رفعت يدها بتردد و أخيرا دقت الباب و إذ تسمع صوتا ذو بحة غليظة رجولية جعلت جسمها يقشعر خوفا بعدما ملئت نفسها بالطاقة عبثا!

"ادخل!"

ففتحت الباب ببطء شديد و يديها ترتجفان من الخوف لترى على يمينها مكتبة كبيرة مليئة بالكتب طولها و عرضها كالحائط تماما و
بجانبها مدفأة الحطب تشعرك بالدفء و أمام المدفأة كرسي هزاز لقراءة الكتب باستمتاع و تغوص في خيالها أكثر فأكثر و بجانب المدفأة توجد نافذة كبيرة تطل على الحديقة ذات الألوان البهية و يسار الغرفة يوجد مكتبه الضخم مع كرسيه الفاحم المصنوع من
الجلد الفاخر و أمام مكتبه يوجد كرسيان أسودان تتوسطهما طاولة صغيرة و خلف مكتبه يوجد بعض التحف الكبيرة للزينة و بعض اللوحات المعلقة و جدرانها ملونة بلون الاسود و الابيض أي أنها غرفة فاخرة تليق بمقام صاحبها، وقعت عشبيتاها على المكتبة و تفاجأت من هذا الكم الهائل من الكتب فهي لم ترى كتبا في حياتها بهذا الكم قط!، فزال خوفها فور رؤيتها للكتب و فتحت الباب على مصرعه و دخلت و هي تسير بسرعة نحو المكتبة و هي تتمنى لو تجلس و تبدأ القراءة من الان فهي تعشق الكتب و القراءة،فقالت في دهشة و هي ترمق عشبيتاها غير مصدقة ما تراه الان

"أيوجد حقا أناس يملكون هذا الكم من الكتب؟؟"

فرد عليها ببحته الرجولية الباردة

"أهكذا ترحبين غيرك في أول لقاء؟؟"

عاد خوفها و ارتجفت قدماها لقد نسيت تماما ما الذي جاءت من أجله خاطبت نفسها بتوبيخ

ما الذي أهذي به الان!! يا إلهي صوته فقط يجعلني أموت في مكاني، يالي من فضولية لا أترك شيئا في شأنه أبدا!!

و التفتت فيونا بصعوبة من شدة خوفها الذي لم يفارقها أبدا منذ دخولها إلى القصر و أدارت جسدها كله إلى الخلف و إذ ترى رجلا
في نهاية العشرينيات من عمره ذو عينين عسليتين و رموش طويلة و حواجب كثيفة كما لو أنهما منحوتتان و لا ننسى لحيته السوداء المرسومة بدقة متناهية و يملك أنف حاد كالسيف و ذو جسد عريض حتى أن قميصه مشدود من جهة الصدر لعرضه جالس في مكتبه بكامل رجولته واضعا أرجله فوق مكتبه بكل أريحية مرتديا بذلة رسمية
سوداء تدل على فخامته و عطره قد سيطر على المكان كله، لم تتمكن فيونا من رؤيته جيدا بسبب الظلام فقط ضوء المدفأة تنير
المكان مع أنه الصباح لكنه إعتاد أن يغلق الستائر الفحمية و يبقى على ضوء المدفأة ، قال مقاطعا هذا الصمت الذي سيطر على المكان بكل حزم

"من سمح لك بالدخول إلى قصري و إلى حديقتي؟؟"

خافت فيونا كثيرا و تكاد أن تصاب بسكتة قلبية الان!

"ل..لقد أعجبتني...فدخلت..من غير قصد أنا...أنا أسفة يا سيد..."

قال بصوت حازم و هادئ

°•{خادمته و ملكة قلبه}•°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن