١١-عَلامات حَرب.

38.9K 2.2K 1.8K
                                    

لدعمي أضيئوا النجمة، و إتركوا تعاليقكم و توقعاتكم، لا تنسوا

ـــــــــــــ

صداعٌ رهيب هاجم مقدمة رأسي و عيني ما إن إستقبلتني أشعة الشمس التي تسللت من خلف النافذة معكرةً صفوَ نومي، يا إلاهي، أشعرُ كما لو أن قطارا قد مر فوق جسدي و حطمه، بينما رأسي قد فصل من مكانه لا محالة، لذلك دلكتُ عيني بأناملي أحاولُ فتحهما و التغلب على الخمول الذي أصابني، و الصداع أيضا،

تذوقتُ طعم الشراب في فمي فعبستُ لسوءه، أنفاسي كريهة جدا، لهذا أكره الشرب، يصيبني الصداع في اليوم الثاني، بينما أنفاسي تكون كرائحة جثة متعفنة، و لا ننسى أنني لا أتذكرُ شيئا بعدما أثمل، كالآن، كيفَ وصلتُ لغرفتي و لسريري لا أعلمُ حقا،

كل هذه الأفكار سأحللها لاحقا عندما أستعيدُ وعيي قليلا، الآن سأتقيأ لو لم أغسل فمي فرائحة أنفاسي ليست بمزحة، أستطيعُ تذوقها و إن كان ذلك ممكنا، إنكمشت ملامحي بتقزز لأبعد عني الغطاء بسرعة، لحسن حظي كرسي المتحرك كان يجاورُ السرير،

قربته عندي أكثر، و بيدي رفعتُ جذعي، واجهتُ صعوبة في إعتلاءه بسبب الدوار الذي يمنعني من التركيز في أي شيء، و لكنني فعلتها في الآخر،

و للتو إنتبهتُ أن فستاني مبعثر بطريقة غريبة، حمالاته خرجت من ذراعي و نهدي ظاهرين من تحته، بينما الجوارب الطويلة الشفافة التي كنتُ أرتديها تحت الفستان تكاد تصلُ لكاحلي ، طريقة نومي غريبة بحق، كما لو أنني كنتُ أتصارع، عدلتُ ملابسي بسرعة، و من الجيد أنني أحضرتُ ملابس أخرى، فهذه تبدوا كما لو أنني خضتُ معركة،

تحركتُ في إتجاه الحمام متجاهلة الفوضى حولي بينما أرتبُ خصلات شعري خلف أذني بيدي الحرة، بصعوبة كنتُ أتصرفُ بإعتيادية، فآلم رأسي يحثني على ضربه في الحائط كي يهدأ، و لكنني أجاهدُ حقا للوصول للحمام، تنفستُ الصعداء عندما دخلتُ له، هناك أمامي معجون الأسنان و الفرشاة كالنعيم حقا، لذلك بسرعة تقدمتُ منهما بعيون لامعة،

و لكن بمجرد رؤية إنعكاسي في المرآة إنفجرَ لمعانهما تاركا خلفه حدقيتين واسعتين يرتجفان، بينما إرتجاف أطرافي لا يقل عنهما بشيء،

كلما نقلتُ بصري لجزءٍ من عنقي كانَ قلبي يصارعُ الإهتياج الذي أصابني، و بضخه للدم بهذه السرعة ظننتُ أنه سيتوقف عن العمل لا محالة،

أظنني أتخيل، مستحيل ما أراهُ الآن، لا يمكن أن يكونَ حقيقة، عنقي ليس مزينا بعلامات أرجوانية، لا يمكن ذلك، هل جننتُ حقا؟ يبدوا أنني جننت فعلا، أرجوكَ يا إلاهي أن لا يكون ما آراه حقيقة،

Winter Moonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن