Winter Moon

١٤-تائهة.

لدعمي أضيئوا النجمة، و إتركوا تعاليقكم و توقعاتكم، لا تنسوا♡

ــــــــــــــــــــــــــــ

كنا ثلاثة أفراد على طاولة طعام تحتوي ثمان كراسي، أمامي تجلسُ والدتي، و إلى جانبها يونغي، كانَ الصمت كالعادة هو ما يلتفُ حولنا لولا صوت الملاعق و السكاكين و هي تحتك بالصحون،

و هناك أنا أسهب النظر في صحن الأرز بينما أقضم على خدي من الداخل، و السبب تلك الإبتسامة الغبية التي كلما حاولت قمعها تتسع أكثر و أكثر كلما تذكرتُ ما حدثَ صباحا، أعني الحديث الذي دار بيني و بين جونغكوك،

كانَ أمرنا يؤرقني أكثرو يزيدُ من همي، و بما أن ما حدث بيننا أصبح ماضي لن يؤثر على طبيعة صداقتنا إرتحتُ و كثيرا، و بكلامي لا أقصد أنني سأتخلى عن حذري معه، و لكن على الأقل سأراه أمامي هو و إبتسامته الصادقة نحوي،

هناك أشخاص يصعبُ نسيانهم، و إن حدثَ و فقدتهم لسبب ما تشعر بالحزن حتى لو كانت معرفتكما سطحية، و جونغكوك هذا النوع من الأشخاص، و مع ذلك لستُ منزعجة على الإطلاق من فكرة أنني تعودتُ على وجوده،

و لكنني خائفة، لا أريد الإعتراف بالأمر، و لكنني خائفة من تطور مشاعري إذا ما فقدت السيطرة عليها، لا أريد الوقوع في حبه، و لا في حب أي أحد غيره، لذلك سأحافظ على مسافة أمان بيننا، فالإنسان لا يلدغ من حجر العقرب مرتين، و هكذا العلاقة لن تتطور لما هو أكثر من الصداقة، نعم خطتي محكمة، و أنا أجيد التحكم في حياتي،

حسنا لقد غرقتُ ثانية داخلَ عقلي،و حالما إنتبهتُ لنفسي نفضت رأسي من تلك الأفكار التي ترهقني أكثر، و لم أنتبه أنني بالفعل سمحتُ للإبتسامتي بالظهور على ثغري، نعم هذا قد يشرحُ مدى شعوري بالراحة إذا لم تستوعبوا أنني حقا لستُ كعادتي مكتئبة،

و ما يزيدُ راحتي هو ذهاب جدتي دون توديعي حتى بسبب أنها تلقت إتصالا من أحد صديقاتها تخبرها أنها في المستشفى و لم تنتظر حتى إصلاح سيارتها، أخذت سائقي الخاص و ذهبت مسرعة فنست إجراء تحقيق معي عن علاقتي مع جونغكوك، لابد أن الحياة بدأت في الإبتسام لي،

أستغربُ حقا كيف أنها والدة يونغي الذي يجلسُ أمامي بهدوء عكسها هي ذات لسان سام كالأفعى، ربما هو يشبهه والده الذي توفى قبل زواجه من والدتي، شخصٌ مثله أكيد ورث طباعه الهادئة من شخصٍ غير تلك العجوز،

-أراكِ تبتسمين كثيرا الليلة!

أخرجني من وسط حديثي الداخلي صوتُ والدتي و هي تخاطبني بنبرة هادئة تبدوا، و لكن عندما رفعتُ بصري لها ملامحها تعبر عن كل المشاعر عكس الهدوء، كانت ترفعُ حاجبا واحدا بينما تبتسم بجانبية، إبتسامة خبيثة للتخصيص،