١٥-إستعيري كتفي.

37.9K 2.6K 1.1K
                                    

لدعمي أضيئوا النجمة، و إتركوا تعاليقكم و توقعاتكم، لا تنسوا

ــــــــــــــــــــــــــــ


-لقد وجدتني

كانت نبرتي يائسة يتخللها الشعور بالأمان و أنا أقول هذا بعد لحظات صمتٍ دامت بيننا و نحن ننظرُ لأعين بعض تحت عنوان مشاعر مبهمة لكلينا، هو أمامي يجلسُ القرفصاء و لا زالت يمناه على كتفي العاري،

ظننته لن يجدني أبدا، و لكنه فعل في النهاية، و لسبب غريب شعرتُ بالدفئ يغلف قلبي يضمده بعدما كانَ ينزف قبلا،

راقبتُ كيفَ كان يمرر نظره على كامل جسمي كما لو أنه يتأكد من ما إن أصابني خدشٌ ما، و لكنه لم ينتبه لجرح وجنتي، أظن بسبب الشعر الذي يغطيها، ذلك مريح على الأقل لن أضطر لإجابته عن سببها،

-نعم لقد وجدتك، أنتِ بأمان الآن، لا تقلقي

طبطبَ بخفة على كتفي نهاية حديثه يرفعُ حاجبيه معا بينما يعمق نظره نحو عيني كأنه يبحثُ فيهما عن شيءٍ ما، و مع ذلك لم أبعد نظري، فقط هززت رأسي له بأنني بخير الآن و هو بجانبي، و هذه الحقيقة،

حالما رأيته كل الخوف الذي كنتُ أشعر به قد إختفى، و حل مكانه شعورٌ بالأمان يحيطني من كل جانب ليهدئ من روعي،

كنتُ أرى الكثير من الأسئلة داخل سوداويتيه، ربما هو يتسائل عن سبب خروجي في هذا الوقت، و بملابس المنزل أيضا، كما منظري الذي يوحي أنني لستُ بخير على الإطلاق، و لكنه لم يسمح لتلك الأسئلة بتجاوز لسانه، فهمَ أنه حتى لو سألني سيتلقى الصمت مني و لا شيء غيره،

هو يفهمني بطريقة أستغربها جدا، يبدوا أنه يستطيعُ قراءة عيني دون جهد يذكر، و لأول مرة أجد نفسي لا أخاف من أن يفهمني أحد، أو يقرأ سطورَ التبعثر بين عيني، لأنه كانَ لا يحرجني حتى لو رأى أشياء لا يجبُ عليه معرفتها،

بعدما إطمئن أنني بخير، عندها فقط إستقام يقطع تواصلنا البصري و يبعد كفه عن كتفي،  ذلك قد سمح لي برؤية ما يرتديه، كان يرتدي ملابس منزلية، رقت عيني لفكرة أنه خرج مسرعا من المنزل بعدَما أخبرته عن ضياعي، هو حقا يفعل الكثير من أجلي، بينما أنا أقابل صنيعه بالوقاحة،

كنتُ أريد شكره على قدومه بهذه السرعة، و لكنني كنتُ بطيئة، فقد تقدم خلفي، خلفَ الكرسي تحديدا، ثم قالَ بهدوء و قد تخيلتُ إبتسامته و هو يتكلم،

-تركتُ سيارتي في مكان قريب لأنني فضلت البحث عنك و أنا أتمشى، خفت ألا أراك و أنا داخلَ السيارة

Winter Moonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن