٣٢-أنا على قيدكِ

25.9K 1.8K 1.4K
                                    

لدعمي أضيئوا النجمة، و إتركوا تعاليقكم و توقعاتكم، لا تنسوا

ــــــــــــــــــــــــــــ


-حسنا لننفصل

في نفس الثانية التي تفهوتُ بها بتلك الكلمة ردّ هو ساخرا و كأنه كان يتوقعُ ما سأقوله، لم يدعني أستوعبُ ما تفوهتُ به و ما قاله، فهو قد إستقامَ دافعا الكرسي للوراء حتى سقط أرضا محدثا ضجة مرتفعة لا تضاهي ضجة مشاعري بين ثنايا أضلعي،

تراجفت أوصالي و إرتعشت أنفاسي حين إسترسل كلامه يرميني بنظراتٍ حارقة و سوداويتيه تقيّدُ بصري مانعةً عيناي من النظر لشيء آخر غيره، لقد خرجَ عن هدوءه السابق يحاولُ أن لا يصرخَ بي فخرج صوته باحا،

-هل هذا هو الجواب الذي كنتِ تنتظرينه حين تجرأتِ و نطقتِ تلك الكلمة!!

تجمّعت الدموع على حافة جفني و قضمتُ شفتي السفلى أنظرُ لكيف يحدثني بسخطٍ تربّع بين طيات محياه، رغم كل الغضب الذي غلّف حروفه إلا أن اللوم ما وصلني،

لقد لمتُ ذاتي قبل أن يفعل، لكنه لم يترك لي خيار، هو متمسكٌ بي و ذلك لن يفيده بشيء سوى التعب و المعاناة، و لن أفعل المثل رغم معرفتي لما قد تؤول له الأمور،

حين لم يحصل على ردٍّ مني سوى الصمت شدّ خصلات شعره للخلف بقوة حتى كاد يقتلعها محررا عيناي من قيود نظراته بنقل بصره للأرض، زفر هواءا حارقا من شفتيه بقوة ثم دار حول نفسه عدة مرات كمن يقيدُ أعصابه بصعوبة كي لا تتحرر فتحرقني،

لكنني أريدُ الإحتراق بها كي لا يصيبني تأنيب الضمير، للأسف لم أتحصل على مرادي الأناني حين توقفَ و سكنَ أمامي يعاودُ إقامة تواصل بصري معي لم أحاول قطعه،

نظرتُ له بالمقابل أغرزُ أظافري داخل راحة يدي أتوشحُ البرود رغما عن تلك الدموع التي شكلت خطا مستقيما على طول وجهي،

فجأة كل ذلك البرود تحول لتفاجئ حين جثا أمامي يأخذُ يداي وسط كفه و ملامحه أخذت القهر عنوانا لها، كرهتُ رؤية إنطفاء لمعة مجرتيه، و لكن كل هذا لمصلحته، هو لا يفهم سوءَ ما قد يحدث لو سمحتُ لنفسي بالتأثر الآن،

شدّ على يداي وسط كفه أكثر ثم إقتربَ مني يسمحُ لمجرتيه بغزو عيناي وصولا لروحي محاولا فهمَ ما يدورُ داخل رأسي العقيم،

لكن لم أسمح له بمعرفة شيء فقد أشحتُ ببصري للجانب ثم ألهجتُ بنبرة باردة تبدو بينما هي نتيجة كل صراعٍ دار بيني و بين نفسي خلال الساعات الفائتة،

Winter Moonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن