١٦-مختلفة بتميز.

37.4K 2.3K 1.1K
                                    

لدعمي أضيئوا النجمة، و إتركوا تعاليقكم و توقعاتكم، لا تنسوا

ــــــــــــــــــــــــــــ

كانت أضواء المنزل كلها منطفئة و أنا أدخلُ من الباب الخلفي الذي لم يكن مقفولا كما الأمامي، لابد أنها كيرا من تركته مفتوحا من أجلي،

توقفتُ وسط غرفة المعيشة المظلمة جزئيا بسبب سطوع نور القمر من خلال النوافذ الكبير، و بأناملي لامستُ شفاهي حيثُ إبتسامة غبية ملتسقة بهما منذ أن أوصلني جونغكوك للمنزل،

وعدني أنه و بعدَ شهر سيكون جهز للقفز بالحبل الذي أخبرني به، قضينا ساعتين في التدخين، تدخين سيجارة واحدة نتقاسمها بيننا و كأنه بتلك الحركة نتقاسم السم بيننا، و ليسَ سم التبغ ما أقصدُ هنا، كلما تنتهي لفافة نستبدلها بأخرى حتى أنهينا علبة بأكملها،

تشاركنا أحاديث تافهة جدا، حتى أننا تناقشنا حولَ أن المؤخرة إثنين أم واحدة، كان يقولُ أنها إثنان، في حين أنا أصريت على أنها واحدة، في الآخير إنتهى النقاش بأن المؤخرة لا إثنان ولا واحدة، بل هي نصفٌ فقط، إن لم تصدقوني حولَ تفاهة ما ناقشناه،

بعدها أخذني لمحل عطور، رائحتنا كانت كمصنع السجائر، و إنتهى بنا الأمر نأكل كميات كبيرة من اللبان بنكهة النعناع لأزالة الرائحة من أفواهنا أيضا، ساعتين و نصف من التدخين، إن لم نصبح مدمنا تبغ بعد ذلك سيكون الأمر غريبا حقا،

و على الساعة الثالثة إلا ربع أخذنا طريقنا نحوَ المنزل، حيثُ لو لم يكن الوقت قد تأخر لأصريت الذهاب لمكان آخر، فقط كي لا أعودَ للجحيم،

إنها الساعة الثالثة فجرا الآن، الكل نيام و الصمت الموحش ما يغلفُ هذا المنزل الذي لم أعد أطيقه، ربما سأبدأ بالتفكير في شراء شقة خاصة بي على هذا المنوال، و أخذ كيرا معي،

كل هذه السنين كان بمقدوري الاستقلال بنفسي للعيش وحدي فلا أحد سيمنعني و أنا بهذا العمر، و لكن شيئا ما كانَ يربطني بهذا المنزل، مشاعري الغبية اتجاه أصحابه، ذكرياتي في كل ركن و زاوية منه مع سانا كانت السبب في عدم إتخاذ قرار العيش وحدي،

كنتُ أقتاتُ على ذكرياتي السعيدة معها، في كل جزء من هذا المنزل كانت لي ذكرى معها، و في الحديقة أيضا ذكريات سأقايض العالم مقابلها حتى لا أنساها يوما،

ذلك ما جعلني مرتبطة بهذا الجحيم، و لكن كان تصرفُ والدتي القطرة التي أفاضت الكأس و الذي لم أشعر بإمتلائه حتى رأيت نظراتها و هي ترمي السكين نحوي،

Winter Moonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن