Part : 4

1K 110 4
                                    


––––

ساقَني تاي إلى قعر الصَّالة ، حيثُ عَقَدتْ النغماتْ السيمفُونييَّّة الأجسَادَة بشاعريَّة ، أنْمُله راحتْ تلقمُ خصرِي برفقٍ ، ثم سحبَني بالمهلِ إليهِ يلغِي تلكَ الفجْوَة بيننَا و أمالنِي على هواهُ كما تمِيل الريَاح خُصورَ السفنِ في اليمِّ .

إنهَا أول رقصَة أشاطِرها مع رجُل ، حمَلني بينَ جنحُ الأنغامَ و ترنحتُ بين أذرعهِ في مهل وحذرْ
رغم أن الحيرَة طوقتْنِي و تلونتُ بدهانِ التوترُ و لا شكَّ أن وجهِي فاضَ عليهِ حبرُ الخجلِ القانِ و أنا فِي كل حينٍ أرضبُ ريقِي و على إرتباكِي  أتستَر

جاهَدت في سبيل تألقُ و  سايرْتُ هدَيانهُ لي كسنبلَة تتهيفُ برقتِها حسبَ هفواتِ الريحْ ،لجمنَا الافواهَ عن الكلامْ و سعينَا مع الصمتِ نتلبدُ في سكينَته .

لم أشأ أن تقعَ عينَاي على عينَاه ، غضضتُ البصرَ عنه و طولهُ أسعفَني و بقيتُ ناكسَة برأسِي على جنبٍ أرصُّه في البلاطْ .

تفككَ المجمعُ الراقص، و فككْنا تعناقَ الرقصَة من ثمَ
أخذَ يفكُّ حزمَ أذرعهِ حولِي

- تجدينَ الرقصَ ، مبهرٌ بكِ .

ترانيمُ ثغرهِ مريحَة مثل تعويذَة ساومتنِي لابيحَ لهُ بإبتسامَة دونَ مقابلْ ،مع نفخَة واهنة منَ فوهَة العزيمَة  أقمتُ بالردُ عليهِ قائلَة .

- أشكركَ  ، هذَا بفَضلكْ .

قلتُ و الحيَاء فتكَ بِي ، قبل أن أزمَّ شفتَاي و
أشبك يدِي الطليقَة بفستانِي من ثم كسَرت الحوار الذِي لمنِّي معهُ بزيحِ جثمانِي قِبلتهُ جانبًا عن عقرِ الصالَة نحوَ جوانِبها و هو بدَورهِ رافقَنِي.

جمَعنا حوارٌ تشاركنَا فيه نبذَة تعريفيَّة أعمق ،
أُخْبِرتُ  منهُ أنه شابْ يناهزُ منتصفَ عقدِه الثانِي .
و مديرٌ لفرعِ من فروعِ المدارسِ الشهيرَة على
البلادْ تضمُ بحوزَة صفوفِها أبناءَ ذوِي الشأن و
السمْعَة العليَاء ،ناهيكَ على كونهِ فردًا
من عائلَة معروفَة . و هذَا ما يجعَل له مكانَة خاصَة  ومرموقَة في المجتمعْ .

تفشَّى الحوارُ بعد أن بلغه إتصالْ يحسمُ على ردٍ
فورِي فاعتذَر كسبقٍ قبل أن يتمَّ مغادرًَا للاجابَة
على المكَالمَة . و تدشنْت أنا في خلوتِي ، و هممتِ أستذكرُ أحداثَ  رقصتنَا معا .

رغمَ أنه رجلٌ عابرْ قد وطأ
عتبَة حياة مراهقَة هنيهَة ليخرجَ منهَا في الحين ،
إلا أنه تركَ بصمَة مثَاليَّة و جعلنِي أخوضُ حسَّ
الإنجذابِ و لأول مرَّة .

𝐓𝐡𝐞 𝐋𝐢𝐤𝐞𝐧𝐞𝐬𝐬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن