Part : 11

604 90 2
                                    

-------

على قارعَة الماضِي ، نفضتْ الحياة على
أعتابِها شهرٌ كامل ، كأعقابَ سجائرِ أحترقَ تبغَها ،و أنا تحتَ نخيلْ الصمودِ لأجلِ النسيانْ كنتُ قعيدَة

صحيحْ أن نزوةَ الشجنِ تلبدتْ بِي ، حتَّى دخلتُ في دوامِة إكتئابْ و السببُ علاقَة نسجتُ أحداثَها الوردِية بعقلِي دون أن أضربَ وجودًا للواقعِ الاصحْ .

جلدتُ نفسِي في هذهِ الأواخرِ بتوبيخِ ذاتِي 
إلى أن إستطعتُ خلعَ تلكَ العلاقَة التي بنيتُها من ترابِي بغيرِ عوامدِه كالخرقاءْ ، ليسَ ذنبُه بل ذنبِي أنا التي إنجرفتْ في سبيلْ بعضِ الأفعالْ النبيلَة منهُ
ظنًا منِّي أنه واقعٌ لِي ليتضحَ أنه واقعٌ لغيرِي  .

تستر الليلُ بعبائتِه علينَا و توشحتُ أنا معطفِي، و أنتهَى بي المطافِ مجلودَة للحديقَة و بحاجَة ملحَة لنهلِ الهواء ، أرمى أفكارًا ضختهَا الذكرَى المريرَة في عقلِي

إرتقيتُ للجلوسِ على  إحدَى العتباتْ رغبَة في الدنُو من آذان السمَاء ، لعلهَا تلقفُ نجواي ، و تمطرُ عليَّا صبابَة الرخاء ،بعد أن حزمتُ جميع الاحزانِ المتخمرَّة في براميلِ صدرِي ،فكل بكَوة تلهجُ في غمدِ التخطي قبل أن تمزقَ جفنِي بدموعْ.

مارفيل؟.

ما إنتبهتُ  أن خلوتِي قد إنتهكتْ ، و ربمَا أنا التِي إنتهكتْ خلوة العم جونغكوك الجالسِ في الزاوية على إحدَى الكراسِي و في كنفِه كتابٌ لا شكَّ أنه يلتهمُ سطورَ إحدَى رواياتِه المفضلَة، مختليًا في نفثِ و سحبِ دخانِ عقبهِ كما المعتاد منه ،
فهو الوحيدْ الذِي أراه الأكثر شراهة في التدخينِ .

قد بات يكثرُ في مقابلاتِه معِي هذهِ الايام ، حتَى غدى يحضِر أكثرَ مما يغيبْ ، قريبٌ يدقُ صدرِي بالجبرِ من لطفِ أفعالهِ و تعاملهِ اللينِ معي هذهِ الايام منذُ أن علمَ بأمر علاقتِي الفاشلَة مع تاي ، تسترَ على أمرِها و طلبَ مني قطعَ تلكَ الصفحَة وبفضلِه تناسيتُ .

تهافتْ نظراتِي على أرففِه الرتيبَة و تبسمتُ بعدَما طالعنِي بهدوء ، قبل أن يشيرَ لي بالجلوسِ حذوه و طبْعا ما أبخلتُ و سرتُ له أخذَ لي مُكنًا عند كرسيٍ شاغرٍ بجانبِه .

أردتُ إستنشاقَ بعضِ الهواء ، و اظن أن الجو يساندْ .

قلتُ بعدَ إنتقيتُ عبارَة تقيلنِي إلى بره إذ خاطبَني و هو لحافَة السجارة يدهسُ ضد المطفئَة .

هو كذلكَ فعلاً ، عادَة ما أهربُ للحديقةِ في هذا الوقتِ من الليلِ .

𝐓𝐡𝐞 𝐋𝐢𝐤𝐞𝐧𝐞𝐬𝐬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن