Part : 9

592 83 13
                                    



––

طعمُ الحب لذيذ ، بهِ تشعر أنك أخف من وزنكَ ، و
أن في جانبيكَ جناحينِ لا ذراعينِ يحمِلانكَ إلى أي ركنِّ فيهِ طيفُ الحبيبْ ، و أن قلبكَ طائرٌ كالريشَة رغمَ أنه ممتلئٌ كالبحر ، و أن رِئَتيكَ تتنفسَان نفْسًا لا نفَسَا ، و رحيقًا لا شهيقًا ، و عبيقًا لا زفيرًا ، و أن عينيكَ توقدانِ شموعًا لا تدرفانِ دموعًا وأن يدَيك تتشابكَان بيدَين لا تراهُما .

بهذَا الحب ستشعرُ أنك نفسًا غيركَ سكنتكَ وسكنتْ أوْصالكْ ، و أن نفسكَ سكنتْ غيركَ ، لتتمرغدَ في ينابيعِ الأمانِ بعد أن ذقتْ ذُرعَ الخوفَ من البقاءِ فرادَى ، الحبُّ شيءٌ ينبثُ من العدمِ ليصنع َ أشياءًا جميلة تنْقشُ على صدرِك وقلبكَ إلى الأبدِ .

هذَا ما يخالجُني الان ، تاي  باتَ في سماء قلبِي الوردَية طيفِ يرفرفِ بلا معيقْ، بلا وجعٍ و بلا حيرَة ، كأنه جبرٌ كسرَ أيامٍ شرسَة قسمتْ ظهرِي .

وجودِه كنسمَة تزيحُ قيظَ حزن زادَ حرا ، هو عبارَة عن إبتسامَة بريئَة على ملامحَ قلبِي الذِي عانَ دهرَا.
فلا لوم و لا عتَاب إن وقعتُ في هواه ، بسببِه عانقتُ أمالًا جديدَة فإستبقتُ كطيرٍ يتلهفُ لكسبِ مدارِه

كنَّا نسيرُ سويًا و الدنيَا حولنا بشوشَة رغم عتمتِها إلا أن بريقَ عينْي من فرطَ السعادَة ساعدَت في إنارَة الحيزِ مع العوامدِ  ، نسقتُ ملابسْي لأجلهِ أحسن تنسيقْ و إلتحفتُ بمعطفٍ يقِيني من زمهريرْ البردِ القارص و أقدامُنا تتكدسُ على بساطِ الثلجْ
المفروشِ على الأرضيَّة بعد كل خطْوة نقدمُ عليهَا.

كنت أتخبطُ في ذروَة حماسِي منتظِرة بوحَه لي عن مالهُ علاقَة بمشاعرِه ، لم أستطِع التلفظَ و سؤالِه عن ماهيَة القول الذِي يريدُ إخباري بهْ قد يظننِي متسلطَة
لهذَا لجمتُ فاهي وسلمتُ وضعِي للوقتْ الكافِي
حتى يبوحَ من تلقاءِ نفسِه .

وبينمَا كنَّا قد بلغنَا سورًا تحزمتْ وقفتُه قبلتِي
ليقاطِع خلوة صمتِي هاويَا.

- أريدُ أن أصارحِك بشيءٍ يخالجُ مشاعرِي
هذهِ الفترَة لستُ أدرِي كيف سأبوح بهْ .

الإطلالَة التي طالتْها مقلتَاي دامت لوهلَة ، الأمرُ له علاقَة بالمشَاعر و هذَا شيءٌ لا يستدْعي الكتمانْ ، و محضُ فضولٍ غشَى عليَّا فجَأة فأتممتُ قائلَة

- لا تخجَل ، يمكنكَ إخبارِي هيَّا .

حاولتُ مسايرتَه عله يلقِي ما بجعبَته ، فحبل صبرِي
رقيقْ وسينقطِع في أي حينٍ

𝐓𝐡𝐞 𝐋𝐢𝐤𝐞𝐧𝐞𝐬𝐬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن