------
إضطَررتُ لخوضِ إجتماعٍ إستهلكَ من
وقتِي خمسَ ساعاتٍ كامِلة و ما صدقتُ أنني تحررتُ من الواجبِ و نجحتُ في كسبِ الصفقَة ، من ثم أصرَّ عدد من المأطيرينَ بِها على إهدَار أمسيَة في حانَة عهدْنا اللجوءَ إليهَا كلمَا حالفنَا الحظُّ في الكسبْ ، و طبْعا رافقتهمْ مجبورًا بعد إصرارهمْ في حضورِي ،وبعدَ قرابَة ساعَة و نصفْ من جلوسِي معهم ،
تملصتُ من مجلسهمْ و تحججْت بإحضارِ زجاجَة أخرَى من النبيذْ ، ثم فررتُ جالسًا على البارِ بمفردِي أتحاشَى الدخول معهم في تلكَ الاحاديثْ المقتصرَ على النساءْ .حرصتُ على ألا أسمحَ لسكرِ أن يبثرَ وعي هذهِ المرة ، كي أستطِيع الهربَ من هذَا المجلسِ الممل ، و طبعًا كسبتِ الفرصَة ف معضمهم يتوسَّد تلكَ الطاولة التي تركتهم عندَها فاقدٌ لوعِيه من فرط السكرْ .
عبرتْ نظراتِي الجافَة تلكَ الأجسَاد المتراقصَة و التكتلاتِ الغريزِيَّة حولي ،و طرحتُ الكأسَ على البار من ثمّ نزَلتُ عن الكرسِي ثم هممتُ بالخروج ، دون أن يعترضَ أي منهم هذهِ المرة ذهابي ، فكلهم كانُوا شبهَ نيامْ و مغشيينْ .
خرجتُ من الحانَة و خططتُ للذَّهاب إلى المنزلِ سيراً على الأقدامْ و التمتعِ بإستنشَاق هواءٍ نقي يعوضُني عن أجواء الحانَة الخانقَة ،مذّ أن المنزل لا يبعدُ عنهَا كثيرًا .
و بينمَا كنتُ أنضبُ الخطَى على إحدَى الجسور ، رفعتُ حاجبِي و أنا لهالِة مارفيل الواقفَة عند السورِ الجسرِ تتكئ عليهِ أعاينُ ، خشيتُ أن تكون أنظَاري قد إلتقطتُ هالة شخصٍ أخر شبههَا فقلتُ لما لا أتقدمُ أكثرَ و أسأل رغم أني في أماكنَ عامَة كهذهِ لا أبادِر بالحديثِ إلا أني كنتُ متأكدًا من هويَّة الطرفْ .
بلغتُ حذوتَها بينمَا أتأملُ جانبَ طلعتِها بحثًا عن أثرٍ يقودِني إلى هويتِها ، ليتضحَ أنها هي فعلاً .
– مالذِي تفعلينَه هنا لوحدِك ؟
إنتفضتْ مكانَها و إلتفتْ لي ، فترصدتُ تلكَ المدامع التي تنسَاب على خدها بعفويَّة فسارعت تمسحَها بكم معطَفها ، و التلثعمُ بادٍ على نبرَتها التي بالكادِ تسمع.
– لاشيء ، فقط..أنا
جعلتـها تلتفُ نحوي ، لتسنحِ لي الفرصَة بالتأكد على نحو أفضل ، وبالفعل هي كانت تبكِي و حمرَة طفيفة زاغت وجنتَيها مع تلك السيول المنهمرَة ،
قطبتُ حاجبَاي و أقدمتُ أنحني إليهَا و دون عذرٍ
كوبتْ وجههَا أتفقدُه على غر هدرِي في مسألٍ
أنت تقرأ
𝐓𝐡𝐞 𝐋𝐢𝐤𝐞𝐧𝐞𝐬𝐬
Romance- مُكتلمـة . - He says : « همَا نسختينْ ، أحداهنَّ كانت عابرَة و الثانيَة تكدسَت في عمقِ الشرَيانْ »