ғᴏᴜʀ ➪

870 62 53
                                    


نحنُ نَحلم هذا الشيءُ الوحيدُ الذي نُجيدُ فعلهُ دونَ معاناةٍ، الشيءُ الوحيد الذي يُخففُ من ورطةِ وجودنا، و علىَ وجهِ التَحديد هؤلاءِ الذينَ حطمهم الواقع، هُم أدمنوا الأحلام.. الأحلامُ أصبحتْ واقعهم

الجميعُ مضطرب، الجميعُ يُعاني من خطبٍ ما

_________

تَنهدت ذاتُ الرداء الأبيضِ بعد أنْ انتهت من معالجةِ آخر مريضٍ لليوم و الذي كانَ عبارةً عن قط تمَ دهسهُ عن طريقِ الخطأ من إحدى السياراتِ على الطريقِ العام ولحُسن الحَظ قد تمكنتْ من انقاذهِ.

خَلعت معطفها لتُغادرَ العيادة بعدَ أن أوصتْ الممَرضة بمتابعةِ حالتهِ عن كَثب وإعلامها بجميعِ المُستجدات، اتجهتْ إلى سيارتها لتَتوجه إلى المَنزل وأثناءَ ذلكَ قررتْ إجراءَ مكالمةٍ هاتفية.

اخرجت هاتفها لتنقرَ عليهِ عدةَ نقراتٍ ثُم وضعتهُ على أُذنها، مرتْ لحظاتٌ حتى أتاها صوتهُ الحُلو منَ الطرفِ الآخر 

"اهلاً نونا" قالَ مُرحباً لتبتسمَ هي بخفةٍ .

"أهلاً جايمين، كيفَ حالكُ؟" سألتْ عن أحوالهِ فلقد مضى اسبوعٌ منذُ اقامتهِ لدى جينو.

همهمَ لها الصغير "بخَير، ماذا عنكِ؟ كيف هيَ احوالُ الصَغيرة؟" سألَ لتقهقه حالَ تذكرها لطفلتها الصَغيرة.

"الهي تلكَ الشقيةُ لا تَكف عن إختلاقِ المُشكلات، دائماً ما تأتيني الشكاوى من مُعلماتها في الحَضانة ومن مُربيتها" تحدثتْ بنبرةٍ متذمرة ليقهقهَ جايمين هوَ الآخر.

استمرتْ تلكَ المحادثة لعدةِ دقائق إلا أنّ صوتَ صراخٍ صدحَ حيثُ يقبعُ جايمين على الطرفِ الآخر. 

"نونا، المُدير يُناديني سوفَ أذهب" كانَ على وشكِ اغلاقِ السماعةِ الا أنّ سؤالها قد اوقفهُ "هل ما زالَ يسيءُ معاملتكَ؟" 

زفرَ جايمين أنفاسهُ بثقلٍ "لقَد اعتدتُ على الأمر بالفِعل" تحدثَ بهدوءٍ مصطنع فمَن منا قدْ يعتادُ على تَلقي المعاملة القاسية، الأمرُ سيبقى مؤلماً.

تنهدتْ جينا بقلقٍ على حالةِ الصبي، هو يستمرُ بإخفاءِ مشاعرهِ الحَقيقة وهذا ليسَ جيداً.

"حسناً لا تُرهق نفسكَ صغيري ولا تُهمل وجباتك، تذكر أيضاً أنا وجينو سوفَ نبقى بجانبك" أردفتْ بصدق ليبتَسم جايمين بخفة 

"شكراً نونا، سأذهبُ الآن، قودي بحَذر، وداعاً" ودعها ليغلقَ الهاتف على الفورِ بسبب صراخِ المُدير المُرتَفع عليه.

تنهدتْ جينا مُجدداً، تَشعرُ بالحزنِ على حالِ جايمين فهو لا يَستحق كما وأنّهُ لا يزالُ صغيراً للغايةِ لحملِ اعباءٍ الحياةِ الثَقيلة.

كانتْ طيلةَ فترةِ قيادتها نحوَ المنزلِ تُفكر بطريقةٍ لإسعادِ ذلكَ الصغير ولو بشيءٍ بسيط، وأثناءَ تَرجلها من السيارةِ خطرتْ لها فكرةً لطيفة.

𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏حيث تعيش القصص. اكتشف الآن