ᴛᴡᴇɴᴛʏ-ᴛᴡᴏ ➪

648 38 19
                                    


في إحدى الأحياءِ المليئة بسكانِ الطبقةِ الراقية وتحديداً داخلَ ذلكَ المنزل الكبير ذو الجدرانِ البيضاءِ والتي تخللها بعضُ الزخارفِ الذهبية؛ كانَ يقبعُ على إحدى الأرائك المريحةِ واضعاً قدماً فوقَ الأخرى.

ملامحٌ حادة بشعرٍ أسود قاتم، بذلةٌ تمتلكُ اللونَ ذاتهُ، يزينُ معصمهُ الأيمن ساعةٌ ذاتُ تصميمٍ عالمي وسيجارةٌ من النَوع الفاخر تقبعُ بينَ أصابعه حيثُ كانَ يستنشقُ سمومها أثناء تقليبهِ للصورِ المتموضعةِ بينَ كفيه.

"يبدو أنّهما مقربانِ للغاية" أردفَ بصوتهِ الثخين بعدَ أن ألقى بالصورِ على الطاولةِ الزجاجيةِ المحاذيةِ لهُ.

"هل جلبتَ العنوان؟" سألَ بعدَ أن رفعَ بصرهُ نحو ذلك الماثلِ أمامهُ بطولهِ الفارعِ بينما يضمُ كفيهِ معاً ويخفضُ رأسهُ بإحترام.

"أجل سيدي" قالَ تزامناً مع تقدمهِ نحوَ الآخر فيما يحملُ ورقةً صغيرة بيضاءَ اللونِ بينَ كفيه ليسلمها إلى سيدهِ.

"أحسنتَ عملاً، يُمكنكَ الانصراف" ومعَ هذا كانَ قد إنحنى وغادرَ المكان.

_________

على الطرفِ الآخر كانَ هنالكَ جايمين الذي عقدَ حاجبيهِ بإلم لذلكَ الألم الذي فتكَ برأسهِ مرغماً إياهُ على الإستيقاظ، اعتدلَ من مضجعهِ ممسكاً برأسهِ قبلَ أن يتأوه بألمٍ ويفركَ صدعيهُ بحركةٍ دائريةٍ في محاولةٍ لتخفيفِ ذلكَ الصداع.

وقعتْ عيناهُ على الساعةِ المتموضعة بجانبِ السرير والتي كانتْ تشيرُ إلى العاشرةِ وخمسُ دقائق، تنهدَ براحةٍ حالما تذكرَ أنْ اليومَ يصادفُ نهايةَ الأسبوع أيّ أنّه لا يوجد عَمل.

رفعَ بصرهُ عندما فُتحَ بابُ الغرفةِ ليظهرَ جينو حاملاً صينيةَ طعامٍ تحتوي على طبقٍ من الحساء وكأسَ ماءٍ بالإضافة إلى حبوبٍ بيضاء لم يعلمْ الأصغرُ ماهيتها.

"استيقظتَ أيها الكَسول" أردفَ قبلَ أن يتقدمَ للسرير مموضعاً ما حملتهُ يداهُ أمامَ الآخر.

"رأسي يؤلمني كثيراً جين" تذمرَ جايمين فيما يستمر بتدليكِ رأسه.

"هذا بسببِ الكحول صغيري" بررَ جينو قبلَ أنْ يلتقطَ الملعقة ويملؤها بالحساء ليوجها لفمِ الأصغر.

"تناول هذا سيساعدكَ على التخلصِ من أثارِ الثمالة" قالَ جاعلاً من جايمين يفتحُ فمهُ ليبدأ الأكبر بإطعامهِ.

"لنْ أدعكَ تشربُ مجدداً جايمين، لقد فقدتَ صوابكَ امس" 
تحدثَ أثناءَ إطعامهِ للآخر والذي عقدَ حاجبيهِ بعدمِ فهم. هو لا يذكرُ أيّ شيءٍ من ليلةِ البارحة 

"لما؟ ما الذي فعلته؟" سألَ بترددٍ بعد أن ابتلعَ ما في جوفه.

"الهي، لقد طلبتُ سيارةَ أجرةٍ وطيلةَ الطريق أنتَ استمريتَ بتقبيلي أمامَ السائق" أجابَ جينو قبلَ أنْ يمد معلقةً أخرى من الحساءِ لذلكَ الذي توردَ بخفة.

𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏حيث تعيش القصص. اكتشف الآن