ᴇʟᴇᴠᴇɴ ➪

717 44 34
                                    


لا تودعوا الذاهبَ وانتم حزينون، لا تناموا متخاصمين ولا تنفصلوا وانتم غاضبون، لا نعرفُ من سيستيقظ ومن لنْ يفعل، من سيخرجُ من هذا هل سيعود مُجدداً يا تُرى؟ هل سيعثرُ على من تركهُ أثناءَ عودتهِ؟ هذا ليسَ معروفاً أيضاً.

عانقوا كُلّ حجةٍ كي تؤجلوا الحزنَ بينكم، لا تفوتوا أيّ فرصةٍ كي تظهروا حُبكم لبعضكم البَعض، لأنّ الوقوعَ بحُب أحدهم وأنْ تُحب من قِبل أحدٍ ما إنّه دعاءٌ تمَّ قبوله.

قبلَ ثلاثةِ أيامٍ من الوقتِ الحالي

على ذلكَ المقعدِ الخشبي، تحتَ سماءِ سيول المُزينةِ بنجومٍ مُشعة، كانَ الهواءُ الباردُ يلفحُ بشرتهما، فيما يتشاركانِ الصَمت بينهما.

نغمةُ رنينِ الهاتفِ الخاص بجايمين صدحتْ ليتلاشى ذلكَ الهدوء المُريب، انتَشل الأصغر هاتفهُ النقالَ من جيب بنطالهِ وما إنْ لمحَ اسم المُتصل حتى انقبضَ قلبهُ برعبٍ وتسللَ الخوفُ إلى اعماقهِ.

"ما الأمر؟ لما لا تُجيب؟" استفسرَ جينو بعد أنْ لاحظَ تحديقَ جايمين المُطول في هاتفهِ ليرفعَ الأخيرُ بصرهُ مقابلاً عيني جينو.  

"انّه طبيبُ جدتي، لا بُدّ وانْ امراً سيءً قد حصلَ لها" أردفَ جايمين بصوتٍ تخللهُ القلق فيما كانتْ مقلتاهُ تهتزُ إثرَ خوفهِ.

"لا تَخف، كُل شيءٍ سيكونْ بخير وأنا سأكونُ هُنا بجانبك" تحدثَ جينو بعدَ أن امسكَ كفَ الصغيرِ في محاولةٍ للتهدئةِ من روعهِ.

"هيا أجبْ قبلَ أنْ يغلقَ الخط" استرسلَ الأكبر حاثاً جايمين على نقرِ زر الإجابةِ تزامناً مع شدِ قبضتهِ ضد خاصةِ جينو.

"أجل؟" أجابَ جايمين بنبرةٍ مرتجفةٍ ليأتيهِ صوت الطبيب 'كيم جونغ سوك' من الطرفِ الآخر.

"جايمين، إنّها تَعيشُ لحظاتها الأخيرة" أردفَ الطبيبُ بنبرةٍ هادئةٍ تبينَ جايمين الحُزن فيها، ليُسقطَ هاتفهُ من بينِ يديهِ تزامناً مع سقوطِ عبراتهِ تحتَ أنظار جينو الذي دَبَّ الرُعب في قلبهِ.

"جايمين عزيزي، ما الذي حَدث؟" سأل جينو بعدَ أنْ عانقتْ كفهُ وجنةَ الصغير لتمسحَ دموعهُ المُتساقطة 

"جد- جدتي..لنذهَب لها" أردفَ بصعوبةٍ إثرَ تلكَ الغصةِ التي شعرَ بها ليُهمهمَ لهُ جينو بتَفهم ثُم توجهَ بهِ ناحيةَ السيارة.

استمرَ جايمين بالبكاءِ طيلةَ الطريق تحتَ كلماتِ جينو المُهدئة ولكنّها لم تأتي بأيّ نتيجةٍ تُذكر، الأكبر آلمهُ قلبهُ لرؤيةِ حالِ الصغير، حيثُ كانَ يغطي وجههُ بكفيهِ ويبكي بصوتٍ مرتفعْ وعدةُ شهقاتٍ تهربُ من فمهِ بينَ الفينة والأخرى لتَغرزَ سكيناً داخلَ صدرِ جينو في كُلّ مرة.

"وصلنا" أردفَ جينو ما إنْ توقف أمامَ المبنى المقصود ليرفعَ جايمين رأسهُ من بينِ كفيهِ ويقومَ بمسح دموعهِ على عجلٍ ثُم ترجلّ من السيارةِ راكضاً لداخلِ المشفى، تنهدَ جينو بثقلٍ ليتبعهُ بخطواتٍ سريعة.

𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏حيث تعيش القصص. اكتشف الآن