ᴛᴡᴇɴᴛʏ-sɪx ➪

616 34 9
                                    


مضى أسبوعانِ منذُ إنتقالِ جايمين إلى مَنزلِ والده، وخلالها كان السيد لي يتعاملَ مع طفلهِ بُكل لطفٍ و حَذر، هو قطعَ عهداً على نفسهِ بأنّ يعوضَ جايمين عن الحِرمان الذي عاشهُ طيلةَ تلكَ السنين بعيداً عن والديه.

لذا استمرَ بإحتضانهِ كلما سنحتْ لهُ الفرصة بالإضافةِ إلى إلقاء الكثير من كلماتِ الإعتذار على مسامع الفتى الصغير.

كانَ جايمين قادراً على استشعارَ النَدم والحُب بأفعالِ والدهِ تجاههُ ولقد كانَ سعيداً للغايةِ بذلك.

لقد كانَ مُمتناً لجينو أيضاً فظهور الأكبر في حياتهِ بدا كظهورِ الساحرة الطيبة في قصةِ 'سندريلا' والتي غيرتْ حياتها نحو الأفضل تماماً كما فعلَ جينو، جينو كانَ الحظ السعيد بالنسبةِ لجايمين.

لقد قررَ دراسةَ الموسيقى، فهو شغوفٌ بها ويريدُ أن يؤثر على مشاعر الآخرينَ من خلالها بطريقةٍ جيدة، والدهُ لم يعترض بل شجعهُ على القيامِ بما يرغبُ به كذلكَ جينو الذي اعجبَ بتفكير الأصغر المُرهف.

طيلةَ هذه الأربعةَ عشر يومياً كانا يتواصلانِ مع بعضهما من خِلال الهاتف فقط، جايمين اصبحَ مشغولاً للغاية في الدراسةِ للإختبار الذي لم يتبقى لهُ سِوى ثلاثةَ أيام وهو بالكادِ يتناول وجباتهِ تحتَ إصرار والدهِ المُتكرر، يريدُ أن يكون شخصاً يفتخرُ به من قِبل نفسه أولاً ومن قِبل حبيبه ووالده.

جينو تَفهم الأمر كُلياً، لكنّه لم يَملك سِوى أن يشعرَ بالحنين لمحبوبه، يفتقد وجودَ جايمين حوله في المنزلِ وفي الشركة.

لقد اعتادَ على رؤيةِ فاتنهِ طيلةَ الوقت والآن يبدو كشخصٍ قد سُلبت منهُ أسبابُ الحياة، وجهه باهتُ اللونِ إثر قلةِ نومه بالإضافةِ إلى أنّه أصبح سريعُ الغضبِ والتوتر و يستمرُ بالصراخِ في من حَوله على كُل كبيرةٍ وصغيرة.

هو يعلمُ تماماً أن هذا كُله كانَ نتيجةً لإفتقادهِ لجايمين لكنّه لم يشتكي أبداً ففي النِهاية هو كانَ مؤيداً لفكرةِ إنتقال الأصغر.

الساعةُ تشيرُ إلى العاشرةِ وخمسُ دقائق مساءً، حيثُ كانَ جينو يتقلبُ في مضجعهِ وعلى ما يبدو أنّ النوم قد فارقَ عينيهِ لهذهِ الليلةِ مُجدداً.

لقد اعتادَ على إحتضانِ جايمين والإستمتاعِ برائحتهِ العبقة قبلَ النوم لذلكَ هو يعاني من الأرقِ الآن.

زفرَ أنفاسهُ بثقلٍ قبلَ أن يلتفتَ في غرضِ أخذ هاتفهِ الذي كانَ فوق المنضدةِ بجانب السرير، نقرَ فوقَ الشاشةِ عدةَ مراتٍ بحثاً عن إسمِ محبوبه ليجدهُ بعد لحظات.

'اشتقتُ لكَ كثيراً، لا استطيعُ النَوم' أنهى كتابةَ هذهِ الأحرف لينقر زرَ الإرسال، وابتسمَ عندما أظهرَ الهاتف علامةً تدلُ على أنّ الأصغر قد قرأ الرسالة لكنّها لم تلبث حتى تمّ إستبدالها بعبوسٍ حاد لكونهِ لم يتلقى الرَد.

𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏حيث تعيش القصص. اكتشف الآن