رفرفَ صاحبُ الخُصلاتِ الغُرابيةِ بجفنيهِ بحاجبينِ معقودينِ إثرَ ذلكَ الصُداعِ الذي فتكَ برأسهِ وكأنّ جسدهُ يقومُ بمعقابتهِ على كميةِ الكحولِ التي شربها ليلةَ الأمس.تأوهَ بألمٍ فيما يفركُ صدغيهِ بأطرافِ أصابعهِ في حركةٍ دائرية، أبعدَ الغطاءَ ثُمّ استقامَ من مضجعهِ قاصداََ دورةَ المياةِ بحثاً عن بعضِ الماءِ البارد والذي من شأنهِ أنْ يُخففَ قليلاً من ذلكَ الألم الفظيع الذي استحلَ رأسهُ.
غَسلَ وجههُ ثُم قامَ بتبليلِ خُصلاتِه الحالكة فقد كانَ تعباً كفاية لكي لا يَستحم، جففَ وجههُ ثُم شعرهُ وكحركةٍ اعتياديةٍ هو وضعَ المنشفةَ البيضاءَ تلك حولَ عنقهِ ثُمّ همَّ خارجاً بعدَ ذلك.
جالتْ عيناهُ في أنحاءِ الغُرفةِ لتقعَ أخيراً على تلكَ الساعةِ الدائريةِ المُعلقةِ على الحائط، كانَ قد مضى على موعدِ بدء عملهِ ثلاثُ ساعاتٍ بالفعل فهو بطريقةٍ ما كانَ غارقاً في النَوم ولمْ يستقيظ على صوتِ المنبه.
تنَهد بخفةٍ ثُم سارَ بقربِ السرير ليلتقطَ هاتفهُ ويَهم بالنقر عليهِ عدةَ نقراتٍ، لقَد بعثَ برسالةٍ نصيةٍ لرئسيهِ يعتذرُ فيها عن الحضورِ للعملِ بسبب انّه يشعرُ ببعضِ التَوعك، وما إنْ انتهى من ذلكَ حتى جذبَ نظرهُ ملاحظةً صغيرةً كانتْ متموضةٌ بجانبِ المُنبه تحملُ اللونَ الوردي تماماً كسابقتها لذلك استنتجَ أنّها من جايمين فألتقطها ليقرأ ما تحتويهِ.
لقَد صنعتُ لكَ حساءَ ما بعد الثمالةِ تجدهُ على المنضدةِ في المطبخ قُم بتسخيهِ و تناولهِ سوفَ يُشعركَ بالتَحسن..
أيضاً لقد شعرتُ بأنّك مُنهكٌ للغايةِ لذا قمتُ بإطفاءِ المُنبه، لا ضَير من قضاءِ يومِ عُطلةٍ في المَنزلِ للراحة.
-نانا
ابتسامةٌ عذبة زينتْ مُحياه، لقَد استنتجَ في تلكَ المُدة التي قضاها رفقةَ جايمين بأنّ هذا الصغير لطيفٌ ومُراعٍ للآخرينَ بشكلٍ كبير، لكنّ هذا قد يجعلَ منهُ شخصاً أحمقاً في بعضِ الأحيان.
نَفى برأسهِ قليلاً ليخرجَ من أفكارهِ التي كانتْ تتمحورُ حول شبيهِ الأرانب، جَذبَ هاتفهُ مُجدداً لينقرَ عليهِ عدةَ نقراتٍ أخرى بإبتسامةٍ دافئةٍ زينتْ وجههُ فيما تقودهُ قدماهُ نحو المطبخِ ليَقومَ بما طلبَ الأصغرُ منهُ القيامَ بهِ.
أما عنْ جايمين فقد كانَ مُنهمكاً في تنظيفِ الطاولاتِ الفارغة في المطعمِ حيثُ مكانِ عمله إلى أنْ قاطعهُ صوتُ الإشعارِ الذي صدرَ من هاتفهِ مُعلناً عن وصولِ رسالةٍ جديدة.
انتشلَ هاتفهُ من جيبِ بنطالهِ الخلفي ليتبينَ اسم المُرسل والذي لم يَكن سِوى ذلكَ الجرو، فتحَ جايمين قفلَ هاتفهِ على عجلٍ فهوَ فضوليٌ بشأنِ ما قد كتبهُ جينو.
أنت تقرأ
𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏
Fanfictionحيثُ يجد جينو المُحب للعزلة والهدوء نفسه مُجبرًا على استضافةِ شابٍ مُفعمٍ بالحيويةِ والنَشاط في شقتهِ ذاتُ التصميم البَسيط. "أنّهُ يجعلني أرغبُ بأن أُحب دونَ أنْ أكبح نفسي." - لي جينو [مُحول] [مُكتمل✔︎] جميع حقوق النشر راجعة للكاتبـ/ـة