بعدَ مغادرةِ شقيقةَ جينو المكان، كانَ قد خيَّم صمتٌ مربكٌ على الأرجاء، لذا تحَمحَمَ جينو جاذباً أنظارَ شبيهِ الأرانب المُتَوتر."سوفَ أُرشدكَ إلى غرفتكَ، المكانُ ليسَ كبير على أيّة حال" ابتسمَ جينو ليسيرَ نحوَ إحدى الغُرف القابعةِ في نهايةِ الرواق بينما جايمين أمسكَ حقيبتهُ الصغيرة إلى صدرهِ ثُمّ تبعَ الأكبر.
"بالمناسبةِ لديكَ شقيقةٌ رائعة" أردفَ جايمين بصدقٍ أثناءَ سيرهم خلالَ المَمر ليتلقى همهمتً خفيفةً من جينو بعدَ أن وجهَ لهُ نظراتهُ المُستفهمة.
"أعني هيَ أمٌ عزباء تقومُ بتربيةِ طفلةٍ صغيرة بمُفردها كما هي تَعمل كطبيبةٍ بيطرية، هي تُقدم المُساعدةَ للإنسانِ والحيوانِ على حدٍ سِواء وهذا أمرٌ عظيم" وَضحَ جايمين قولهُ ليبتَسم جينو على إثر ذلكَ
"أعلم أنا فخورٌ بها بالفِعل"
تَقدمَ جينو ليُديرَ مقبضَ الغرفةِ المقابلةِ لهُ "ها نَحنُ ذا، أرجو أنْ تنالَ إعجابك"
كانتْ غرفةَ نومٍ واسعةً بعضَ الشيء بسريرٍ يتَسع لشخصين وخزانةُ ملابسٍ تحملُ مرآةً طويلة في وسطِها و بجانبها مَكتب، هناكَ بابٌ مُغلق لذا استَنتجَ جايمين بأنّهُ الحَمام، كانَ يجولُ نظرهُ في المَكان بإعجاب لتلكَ الألوانِ الرائعةِ حيثُ يطغى اللون السُكري على تفاصيلِ الغُرفة يتخللهُ بعضٌ من السوادِ كانتْ تتناغمُ بشكلٍ مُدهش.
"إنها أكثرُ من رائعة، شكراً لكَ سيدي"
انحنى جايمين بعَجل تحتَ أنظارِ جينو السَعيد بلا أيّ سبب يستَدعي ذلك.في الواقعِ إنّ إدخالَ السعادةِ على قلبِ شخصٍ ما خاصةً إذا ما كانَ كالقلبِ الذي يحملهُ جايمين بينَ أضلاعهِ كفيلٌ بجعلكَ سعيدٌ للغاية وجينو كانَ يشعرُ بذلك.
"سيدي تلكَ تجعلني أبدو كبيراً في السِن لذا لنَتخلص منها" تذَمر جينو بطفولةٍ بينما يَعقد حاجبيهِ بغضبٍ مُصطنع.
"كما تُريد سيد- أقصِد" تَوترَ جايمين غيرُ عالمٍ بما عليهِ دعوةُ الشَخص القابعِ أمامهُ "ما الذي يَجبُ عليّ دعوتكَ بهِ؟" تمتمَ بينما يخدشُ رَقبتهُ بحَرج.
"كم عُمرك؟" سأل جينو ليحدقَ بهِ جايمين عدةَ ثوانٍ "تسعةَ عشرَ عاماً" أجابَ بهدوء ليبتسمَ جينو
"تحملُ ملامحَاً طفولية للغاية؛ تبدو أصغرَ من ذلك بكَثير"
رفعَ جايمين بصرهُ ليقابلَ عينا جينو الواسعةِ ذاتُ الأهدابِ الكثيفة، عقدَ حاجبيهِ إثرَ حديثهِ.
"سأبلغُ العشرينَ عاماً قريباً" همسَ بحنقٍ ليقهقهَ جينو على ذلك "حسناً أيّها اللطيف، أنا أكبركَ بأربعِ سنوات لذا 'هيونغ' ستَفي بالغَرض" أردفَ جينو بإبتسامةٍ واسعة.
"حسناً هيونغ" تحدثَ بإمتعاضٍ لذلكَ اللقبِ الذي أطلقهُ عليهِ الأكبر بينما يَزمُ شفتيهِ بطريقةٍ وجدها جينو لطيفةً للغاية.
أنت تقرأ
𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏
Fanfictionحيثُ يجد جينو المُحب للعزلة والهدوء نفسه مُجبرًا على استضافةِ شابٍ مُفعمٍ بالحيويةِ والنَشاط في شقتهِ ذاتُ التصميم البَسيط. "أنّهُ يجعلني أرغبُ بأن أُحب دونَ أنْ أكبح نفسي." - لي جينو [مُحول] [مُكتمل✔︎] جميع حقوق النشر راجعة للكاتبـ/ـة