"أُدعى نا بونيونغ، أكونُ والدَ جايمين" قالَ الرجل بعد أنْ مدّ يده في غرضِ مصافحة الآخر الذي إكتفى بالوقوف هناكَ بلا حراكٍ إثرَ صدمتهِ، ولم يكنْ من الرجل سِوى أن أبعدَ يدهُ بعد أن طالَ إنتظاره."عزيزي، من في الباب؟" أتى صوتُ جايمين من الخَلف جاذباً اهتمامَ جينو الذي التَفتَ لهُ على الفَور، لمْ يسمع أيّ ردٍ من الأكبر لذا تقدمَ نحوهُ فيما يتفحص الرجل بنظراتٍ فضولية.
"مرحباً بني" قالَ بإبتسامةٍ صغيرة ليعقدَ المعني حاجباهُ بعدمِ فهم، التَفتَ جايمين نحو الأكبر مُطالباً اياهُ بتفسير لكونهِ لم يستطع التعرفَ على الرجل القابعِ أمامهُ، وجينو إبتلعَ ريقهُ بتوتر.
"إنّهُ والدك" أجابَ جينو أخيراً بنبرةٍ خافتة، هو قلقٌ للغاية من ردةِ فعل جايمين والذي تجمد في مكانهِ بوجهٍ خالٍ من التَعابير.
وقعُ كلماتِ جينو على مسامع الأصغر كانَ كالصاعقةِ، جايمين كانَ قد فقد الأمل برؤية أحد والديهِ منذُ زَمن أو بشكلٍ أصح هو لم يُرد رؤيتهم.
لا يريدُ رؤية الأشخاص الذينَ تخلوا عنهُ منذُ صغره، ومهما كانتْ أعذارهم هو سيمقتهم بشدة لتركهِ في وقتٍ كانَ بحاجةٍ ماسة لوجودهم بجانبهِ.
جسدُ جايمين مالَ قليلاً ليمسكهُ جينو على الفورِ مانعاً إياهُ من السقوط.
"صغيري، تمالك نَفسك" همسَ فيما شدّ بذراعيهِ حول خاصرةِ الأصغر الذي كانَ كالمُغيب عن الواقعِ تماماً.
"تَفضل سيدي، سأوافيكَ خلالَ لحظات" ابتعدَ جينو محركاً جسد الفتى الصغير برفقتهِ بعد أن أشارَ للرجلِ بالجلوس في غرفةِ المعيشة ليجرَ جايمين حيثُ المطبخ.
"هل أنتَ بخير؟" سألَ جينو فيما بدأ بالمسحِ بلطفٍ بالغ على وجنةِ الأصغر، عبراتُ جايمين الساخنة بدأتْ بالتساقطِ دونَ إدراكٍ منهُ.
هو بدأ ينتحبُ بخفوتٍ بين أحضانِ جينو بينما يتمتمُ ب'لمَ يَجبُ عليهِ الظهور الآن؟' وبالطبع كانَ يقصدُ والدهُ بهذا.
استمرَ جينو بالتربيتِ على ظهرِ الأصغر في محاولةٍ لتهدئةِ بكائهِ المتواصل.
"كُل شيءٍ سيكون بخير" همسَ فيما مدّ يدهُ لتمسيد فروة رأسِ الصغير الباكي.
"اهدئ نانا، سأكون بجانبك"
استرسلَ جاعلاً من الأصغر يبتعد عن أحضانهِ فيما قد جففَ دموعهُ بخشونة."لا أُريد رؤيتهُ، لا أريدهُ أبداً" قالَ جايمين بنبرةٍ حانقة قبلَ أن يستنشقَ ماءَ أنفهِ.
"لكن عزيزي، يجبُ عليكَ الإستماعُ إليهِ أولاً" أردفَ جينو بعدَ أن اقتربَ ماسحاً بقايا الدموع العالقة على وجنتي الفتى الصغير.
"جايمين العيشُ بلا والدين أمرٌ صعبٌ للغاية" أكملَ ليحركَ المعني رأسهُ نافياً.
"لديّ أنت، لستُ بحاجةٍ اليهم"
أردفَ شبيهُ الأرانبِ بعد أن عناقَ كفّ الأكبر.
أنت تقرأ
𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏
أدب الهواةحيثُ يجد جينو المُحب للعزلة والهدوء نفسه مُجبرًا على استضافةِ شابٍ مُفعمٍ بالحيويةِ والنَشاط في شقتهِ ذاتُ التصميم البَسيط. "أنّهُ يجعلني أرغبُ بأن أُحب دونَ أنْ أكبح نفسي." - لي جينو [مُحول] [مُكتمل✔︎] جميع حقوق النشر راجعة للكاتبـ/ـة