ᴇɪɢʜᴛ ➪

785 48 54
                                    


في غُرفةٍ هادئةٍ طغى عليها اللونْ الأبيض المُمل، وأمامَ سرير تلكَ العجوز النائمة، يقبعُ جسدهُ المُرهق بوجههِ الباهتْ و بُقعةٍ زرقاء كانتْ قد زينتْ عينهُ اليُمنى بالإضافةِ إلى جُرحٍ على جانبِ شفتهِ السُفلى كانتْ قد جفتْ دماءهُ بالفِعل.

جايمين كانَ يجلسُ على المقعد المُحاذي لسرير جدتهِ النائمة، مطأطأً رأسهُ فيما يتنهدُ بقلةِ حيلةٍ بينَ الحينِ و الآخر.

لقَد فقدَ أعصابهُ ظُهرَ هذا اليَوم و دخاضَ شجاراً حاداً مع مُدير عملهِ والذي على إثرهِ تمّ طردهُ من العَمل، جايمين لمْ يكنْ أبداً بالشخصِ الذي سيفقدُ التَحكم بنفسهِ بسرعةٍ إلا انّه كانَ غاضباً للغايةِ ورئيسه قد زادَ الأمر سوءًا.

علاقتهُ بجينو ليستْ على ما يُرام؛ مرتْ ثلاثُ أيامٍ منذُ تلكَ الليلةِ حيثُ الأكبر استمرَ بتجنبهِ طيلةَ وجودهِ في المنزل، يمنعُ صنع أي تواصلٍ بصري بينهم مما أثارَ غضبَ جايمين الذي كرهَ ذلكَ بشدةٍ.

رفعَ رأسهُ ليقابلَ وجهَ جدتهِ التي غفتْ منذُ أكثرِ من نصفِ ساعةٍ.

"جَدتي أرجوكِ أخبريني ما الذي عليّ فعله" قالَ بهدوءِِ ثُمّ زفرَ انفاسهُ الساخنة ليخفضَ رأسهُ مُجدداً فيما يحدقُ بأناملهِ التي اكتسبتْ بعضَ الحُمرةِ بسبب برودةِ الطقس. 

"أنا لا أعلم لما هوَ يقومُ بذلكَ حتى انّهُ مؤلم، أشعرُ أنّني سوفَ أجنّ" تحدثَ بصوتٍ خافتْ فهو يخشى أنْ يوقظها.

كانَ جايمين يشعرُ بالإرتباكِ بسببِ تصرفاتِ جينو غير المُبررةِ من وجهةِ نظرهِ، الآخر كانَ لطيفاً معه للغايةِ في البدايةِ فما الذي قلبهُ رأساً على عَقب، الكثيرُ من الاسئلةِ المُبهمة تزاحمت في عقل جايمين، دونَ أجوبةٍ شافية.

"كلما أشاحَ بوجههِ عني أشعرُ وكأنّ ضوءَ العالمِ قد انطفىء وأنّ العتمةَ قد تسللتْ إلى أعماقي" أردفَ مَرةً أخرى فيما يتنهدُ بعمقٍ، هو اعتادَ على جينو الدافئ واللطيف ولا يُريدُ أنْ يخسره، لا يَستطيعُ تحملَ الأمر.

استقامَ جايمين من مقعدهِ فجأةً بعد أن قررَ بأنّه سوفَ يسألُ جينو عن سببِ تصرفاتهِ الباردة اتجاههُ ليصنعَ طريقهُ خارجَ الغُرفةِ.

أقفلَ الباب بحذرٍ، ليلتفتَ مغادراً، كانَ قد سارَ عدةَ خطواتٍ بالفِعل إلى أنْ استوقفهُ صوتٌ غليظ يندهُ بإسمهِ، التفتَ ليتبنَ هيئةَ رجلٍ يبدو في الثلاثين من عُمرهِ برداءٍ أبيض وبشرةٍ شاحبةِ اللون، لم يَكن سِوى الطبيبُ المسؤول عن حالةِ جدتهِ والمَدعو بـ 'كيم جونغ سوك'

"لحسنِ الحظ أنّني استطعتُ اللحاقَ بك" أردفَ الطبيبُ بصدرٍ يعلو و يَهبط حيثُ أنّه كانَ يركض، ليبتسمَ لهُ جايمين بعد ان انحنى قليلاً مُظهراً بعض الإحترام.

لاحظَ الطبيبُ تلكَ الجروح على وجهِ جايمين ليُحدقَ نحوه بحُزن. 

"هل أنتَ بخير؟" تسائلَ ذو الرداءِ الأبيض بنظراتٍ تحملُ بعضَ الشفقةِ على حالِ الصغير ليومئ جايمين بعدَ أنْ تمتمَ ب 'أجل' خافتة.

𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏حيث تعيش القصص. اكتشف الآن