sɪx ➪

825 53 46
                                    


الجَو باردٌ للغاية كما و أنّ الأرصادَ الجوية قد تنبأتْ بهطولِ أمطارٍ غزيرةٍ في وقتٍ متأخرٍ من هذهِ الليلة لذا حذروا المُواطنين وأوصوهم بتَوخي الحيطةَ والحَذر و أنْ يتجنبوا القيادةَ في مثلِ هذهِ الظروفِ الخطيرة إلا لأجلِ أمرٍ طارئ للغاية للمحافظةِ على سلامَتِهم.

أمّا عنْ جينو فقَد كانَ يتَخبطُ في أرجاءِ المَكتب لإصلاحِ عُطلٍ ما قد حدثَ أثناءَ تطويرهِ للعُبةِ الإلكترونيَة، كانَ يحملُ بعضَ الأرواقِ  في يدهِ و يَتجهُ لإحدى المَكاتبِ التَي تَحتوي على الآلةِ الطابعة لغَرضِ طباعَةِ عدة نسخٍ منها.

كانَ على وشكِ أنْ يدلفَ إلا الداخلْ حيثُ أنّ البابَ كانَ مُوارباً بشكلٍ بسيط إلا أنّ حديثَ من في الداخلِ قد جذبَ اهتمامهُ فوقفَ لينصتَ لهم من خلفِ البابَ.

"أتمنى أنْ لا يقومَ بتدميرِ اللعبةِ كما يَحصل مع كُل شيءٍ يكونْ هو جزءاً منهُ" أردفَ ذلكَ الشابُ بحنقٍ للقابعةِ أمامهُ بشعرها الأسودِ الطويل وكوبِ القهوةِ الساخنة في يَدها.

"ما الذي تَعنيه؟ جينو بارعٌ في عملهِ" أجابتَ بهدوءٍ بعدَ أنْ ارتشفتْ القليل من قَهوتها.

"أنا لا أعلمُ ما الذي يراهُ المدير في شخصٍ مثله، لقد قامَ بتدميرِ عائلتهِ حتى" أردفَ مُجدداً بينما هو غافلٌ عن القابعِ خلفَ البابِ يستمعُ بأعينٍ مُتسعةٍ أثرَ صدمتهِ.

"ما الذي تقصدهُ؟" سألتْ بفضولٍ فيما وجهتْ نظرها نحوَ ذلكَ الشاب. 

"ألا تعلمين، لقَد كانَ السَبب  في موتِ والديه" أجابَ دونَ مبالاةٍ ليتوجهَ نحو آلةِ الطباعةِ لسحبِ بعضِ الأرواق التَي كان قد انتهى من طباعتها للتَو.

تَسمرَ جينو في مَكانهِ بأعينٍ دامعة فيما أسقطَ ما كانَ يحملهُ بيدهِ حالما مَرت عليهِ ذكرياتُ تلكَ الليلةِ المشؤومةِ، قبلَ أربعِ سنواتٍ من الآن.

ذكريات

"كيفَ حالُ دراستكَ بني؟" سألتْ السيدة لي مُخرجةً جينو من شرودهِ حيثُ كانَ يُحدقُ خارجَ النافذةِ بهدوءٍ، كانوا عائدينَ من أمسيةٍ عائليةٍ حيثُ السيد لي يتولى زمامَ القيادةِ وتقبعُ إلى جانبهِ زوجتهُ وفي الخلفِ كانَ يجلسُ جينو ذو التاسعةِ عشرَ ربيعاً أمّا عن جينا في لمْ تَستطع القدومَ لأجلِ بعض الأعمالِ التي تَحتمَ عليها القيامُ بها في العيادة.

"إنّها بخيرٍ امي، نحنُ نعملُ على تصميمِ لعبةٍ بسيطة هذهِ الأيام" أجابَ جينو بوجهٍ خالٍ من أيّ تَعبير ليسمعَ بعدها تنهيدةً هربتْ من ثغرِ والدهِ. 

"كُل ما تَفعلهُ هوَ التَسكع في الأرجاء" تمتمَ بصوتٍ حانق بينما يضعُ عُقدةً غليضةً بينَ حاجبيهِ، زفرَ جينو أنفاسهُ بغَضبٍ فهوَ كانَ يحاولُ كبحَ نفسهِ طليةَ الأمسيةِ إلا أنّه لم يَعد يستيطعُ ذلكَ.

𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏حيث تعيش القصص. اكتشف الآن