ᴛʜɪʀᴛᴇᴇɴ ➪

781 41 41
                                    


أن يَعلق الإنسانُ بينَ قلبهِ وعقلهِ، هل تعرف كيف يكونُ هذا الشعور مؤلماً وصعباً، أن تُحاربَ ذاتك، أفكارك ومشاعرك، عقلك يرفُض بينما قلبكَ يؤيد وبشدةٍ وكونَ الإنسان كائنٌ ضعيف هو سوف يتبعُ قلبهُ لا محالة.

القلبُ شيءٌ لا يكترثُ لما يقولهُ أو يفكر بهِ الناس، هو سيذهبُ إلى حيثُ يشاء وما عليكَ سِوى أن تحلقَ بهِ، قُلوبنا ومشاعرنا اذا ما كانتْ حقيقيةً وقوية هي سوفَ تُصبحُ سلاسلٌ حديدة صلبة تتحكمُ في تصرفاتنا كما لو أنّنا دُمى خشبية.

في هذهِ اللحظةِ وبينما كانَ جينو غارقٌ في أفكارهِ حول جايمين ومشاعرهِ إتجاه هذا الصغير الذي قلبَ حياتهُ رأساً على عقب، هذا الصغير الذي لديةِ جاذبيةً وتأثير يُعادلُ أضعافَ حجمهِ، كانَ يسببُ فوضى عارمة في قلبِ جينو.

الفتى الصغير الذي أشعلَ حرباً ضروس بينَ عقِل جينو الرافض وقلبهِ المُتلهف بشدةٍ، وما أوقفَ هذهِ الحرب هو صوتُ قرعِ جرسِ المنزلِ الذي سمحَ لجينو بأنْ يأخذَ هدنةً من تلكَ الحرب.

استقامَ من مكانهِ، حيثُ كانَ يتوسدُ الأريكة الجلدية الضخمة ليتبينَ هويةَ الطارق.

"سوفَ أرى منْ في الباب" صاحَ بصوتٍ مرتفعٍ إلى حدٍ ما كي يسمعهُ ذلكَ القابعُ في المطبخِ منذُ عدةِ دقائقَ مضتْ.

سارَ جينو قاصداً الباب ليديرَ مقبضهُ بهدوءٍ كاشفاً عمن يقبعُ خلفهُ.

"مرحباً" لوحتْ جينا بإبتسامةٍ مشرقةٍ حالَ فتحِ جينو للباب.

"أهلاً نونا" ابتسمَ جينو بخفةٍ ليضمَّ شقيقتهُ في عناقٍ قصير ثُم إبتعدَ عن البابِ سامحاً لها بالدخول.

تقدمَ كلاهما نحو غرفةِ الجلوس حيثُ كانَ يقف جايمين بفضولٍ يملئُ ملامحَ وجههِ لمعرفةٍ من الزائر في هذا الوقتْ المُتأخر نسبياً.

"جايمين" أردفتْ جينا بنبرةٍ حانية ثُم تقدمَت لتُعانق الصغير.

"أهلاً نونا، لقد افتقدتكِ كثيراً" 
أردفَ شبيهُ الأرانبِ فيما بدالها العناقِ بحرارة تحتَ أنظارِ جينو المُبتسم، في الحقيقةٍ لم يمضي الكثير منذُ آخر لقاءٍ بينهم لكنّ جايمين درامي بعضَ الشيء.

"لقد أحضرتُ بعضَ الأطباقِ الجانبية" قالتْ جينا بعد أن وضعتْ ما كانتْ تحملهُ بيدها لتجلسَ على الأريكة فيما زفرت أنفاسها بإرتياح.

"شكراً لكِ" قالَ جينو ليتوسدَ الأريكةَ هو الآخر فيما جايمين استمرَ بالوقوفِ هناكَ بإبتسامة عذبة زينتْ مُحياه.

"اجلس جايمين" قال جينو مربتاً على المكانِ الفارغِ بجانبهِ إلا أنّ الأصغرَ حرك رأسهُ نافياً.

"كنتُ في صددِ تحضير بعض الشوكولا الساخنةِ، هل تريدينَ البعض نونا؟" تحدثَ موجهاً نظرهُ نحوَ جينا التي اومئتْ ثُمّ تمتمتْ بـ 'شكراً لك'

𝑴𝒚 𝒑𝒆𝒕 ~ 𝑵𝒐𝒎𝒊𝒏حيث تعيش القصص. اكتشف الآن