اللطيف من أسماء الله الحسنى.. وله عدة معانٍ في اللغة:
الأول: الرفق.
تقول العرب: لطف الله لك، أي أوصل إليك ما تحب برفق.
جاء في الحديث أن الرسول ﷺ قال: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله"متفق عليه. والرفق هو لين الجانب ولطافة الفعل.
وقد يأتي بمعنى التمهل والتأني في الأمور.
وهو ضد العنف.
فالله ﷻ رفيق يحب الرفق، وهذا ما علّمه لرسوله ﷺ.. لذا فإن مظاهر الرفق كثيرة في السيرة النبوية.. حتى أن الإمام البخاري -رحمه الله- أطلقه على أحد أبواب صحيحه
-صحيح البخاري- مسمّى: (باب الرفق في الأمر كله).ومن القصص التي أستشعر فيها رفق الرسول ﷺ
أن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ:دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالوا: السَّامُ عَلَيكَ، فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَهْلاً يَا عَائِشَةُ ، فإنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فىِ الأَمْرِ كُلِّهِ.وعلّم الله الرفق أيضًا لموسى عليه السلام عندما أمره بالذهاب لفرعون.. رغم أن فرعون قد طغى وتجبر.. وهذا بنص القرآن..
الله سبحانه يقول (اْذْهَبَآ إلَىٰ فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَىٰ)[طه:٤٣]
ومعنى طغى: أى تمرد وعتا و عصا الله - إلا أن الله أوصى موسى وهارون أن يقولا له قولًا لينًا.( فَقُّولَا لَهُ قَولًا لَّيِنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ)[طه:٤٤]
لا شك أن مواعظ الأنبياء تصل للقلوب لسلامة النية، وصدق المعنقد، وقوة البلاغة.. ولكن ما استوقفني "لينًا" يدل هذا على أن مهما كان الموقف ومهما كان الحدث فإن الكلام اللطيف اللين يصل للقلوب، ويكون أوقع في النفوس من غيره كما قال تعالى:
(اْدْعُ إلَىٰ سَبِيِلِ رَبِّكَ بِاْلْحِكْمَةِ وَاْلْمَوْعِظَةِ اْلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِاْلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ) [النحل:١٢٥].
قال الرسول ﷺ: "إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ". رواه مسلم.
ولنا في القصص التي حدثت في الأمم السابقه خير مثال.. مثل القصة المعروفة التي قالها الرسول ﷺ عن الرجل الذي غفر الله له لأنه سقى كلبًا.. فسأله الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: في كل كبدٍ رطبة أجر.
والمعنى أن كل شيءٍ فيه روح يُحسن الإنسان إليه فإن الله يجازيه عنه، وعبّر بالكبد لأنه العضو الذي يحتاج إلى الماء، فإذا يبس هلك الحيوان.
استشعر في هذا الحديث أن من أعظم القربات هي سِقيا الماء، وقد غفر الله لرجل سقى كلبًا.. فلا شك أن سقي بني آدم أعظم أجرًا.
أنت تقرأ
إن ربـي لـطـيـف
Spiritualلـطـف الله يحيطنا دائماً دون أن ندرك فحتى لحظتك هذه ... لـم يخطئك فيها لطف الله