يـوسـف عليه السلام

241 18 0
                                    

من منّا لا يعرف قصة يوسف عليه السلام أو قرأ سورة يوسف.. تلك السورة يقول عطاء بن أبي رباح عنها: لا يسمع سورة يوسف محزونٌ إلا استراح".

تلك السورة التي نزلت في عام الحزن، وهي السورة الوحيدة التي تحكي قصة نبي كاملة..

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ)[يوسف: ٣]

تبدأ بحلم وتنتهي بتحقيق الحلم، وهدفها أن تدرك أن الله لا يضيع أجر المحسنين.
(إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ)  [يوسف: ٩٠]

عندما نقرأ في تفسير القصة نرى أن المصائب والمحن اشتدت على يوسف عليه السلام وهو في سن مبكرة من حياته.

يحسده إخوته ويبعدونه عن أبيه، ثم يلقونه في البئر، ثم يباع بثمن بخس، ثم يتهمونه بالسرقة.

ابتلاء وراء الآخر لا يكاد أن يلفظ أنفاسه، ومع ذلك لم ييأس من رحمة الله ولُطفه لأنه يتصبر بأن الفرج قريب.

إن ربي لطيف، قالها بعد أن رماه إخوته في البئر حقدًا، ثم عاش في طفولته وشبابه خادمًا في بلد غريب، ثم تآمرت عليه نسوة المدينة فسُجن سبع سنين ظلمًا!

ذكر المفسرون أن يوسف عليه السلام غاب عن أبيه ٤٠ سنة وهو ينتظر الفرج ولم ييأس من رحمة الله.

كاد أن يموت عليه السلام في البئر وفي آخر لحظة أنقذه الله عز وجل، كان بالإمكان أن يباع لأي بيت لكن يقدر الله أن يباع لبيت عزيز مصر.

يعيش سنوات كاد أن يفتن في دينه فيحفظه الله ويثبته، ثم يدخل السجن ويظل فيه بضع سنين فينقذه الله عندما فسر رؤيا ملك مصر حيث أن الله علّم سيدنا يوسف عليه السلام تأويل الأحاديث وتفسير الرؤيا، ولهذا قال عليه السلام:

( إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ)  [يوسف: ١٠٠]
أي أن هذه الأشياء التي حصلت لطفٌ لطفه الله له فاعترف عليه السلام بهذه النعمة.

فكل ذلك كان من لطف الله بيوسف عليه السلام.. فمهما اشتد البلاء وكثرت المحن فلا بد لِلُطف الله أن يكون حاضرًا، وإن البلاء مهما طال فهو إلى زوال.

وعندما نتأمل حال يعقوب عليه السلام نجد أنه شيخ كبير أعمى
(وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)  [يوسف: ٨٤]

يبكي في الليل والنهار على فراق ابنه و محزون مهموم.

كان أبو بكر يبكي إذا قرأ (وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ)[يوسف: ٨٤] في صلاة الفجر ويُبكي الناس.

وعمر مان إذا صلى بسورة يوسف يعرف الناس أنه إذا بلغ آية (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)[يوسف: ٨٦] فسيبكي ويُبكي من خلفه من الناس.

قاب ابن القيم:
"من تأمل أقدار الرب تعالى وجرينها في الخَلْق علم أنها واقعة في أليق الأوقات بها".

يا من أصابك هم أو غم أو حزن.. تأكد أن الفرج قريب.. وأن لُطف الله يحيطك وأنت لا تشعر.. وتأكد مهما طال البلاء فإنه زائل، واستشعر خيرًا رغم ما يحدث.

( وَلَا تَا۟يْـَٔسُوا۟ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَا يَا۟يْـَٔسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْكَٰفِرُونَ)
[يوسف: ٨٧]



لا تخف ولا تحزن فكل شيء مُقدر وعلى قدر البلاء يأتي اللُطف


إن ربـي لـطـيـفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن