يُحكى أن مجموعة من الرجال كانوا في طريق سفر.. فخرج عليهم قُطاع طرق فسرقوا كل ما معهم، وقاموا بربطهم وتقييدهم.
وعندما حان وقت الصلاة، استعد قُطاع الطرق وتوضؤوا وأقاموا الصلاة.. فعندما انتهوا من الصلاة.. خاطبهم أحد الرجال وقال لهم: كيف تسرقوننا ثم تصلون.. لا شك أن صلاتكم باطلة ولن يتقبلها الله منكم.
فقال زعيم السارقين: بيننا وبين الله حبال كثيرة.. فأحببت أن اترك حبلًا موصولًا بالله.
تحمل هذه القصة نفس المعاني لقصة أخرى رواها الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
يقول - رحمه الله - كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس، وبعدها بأيام رأيت نفس الشخص اللص يصلي في المسجد فذهبت إليه وقلت: هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك الأعمال.
فقال السارق: يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة، فأحببت أن اترك بابًا واحدًا مفتوحًا.
وبعد أشهر قليلة ذهب الإمام أحمدبن حنبل لأداء فريضة الحج، وفي أثناء الطواف رأى رجلا متعلقًا بأستار الكعبة.. يقول:
"تبت إليك.. ارحمني، لن أعود إلى معصيتك"
فتأمل الإمام هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه، فوجده لص الأمس!
فقال في نفسه:(ترك بابًا مفتوحًا ففتح اللّه له كل الأبواب).
فإياك أن تغلق جميع الأبواب بينك وبين الله عز وجل، حتى ولو كنت عاصيًا وتقترف معاصي كثيرة، فلعل بابًا واحدًا أن يفتح لك أبوابًا كثيرة.
يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي. وأنا معه حين يذكرني. إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وإن ذكرني في ملإ، ذكرته في ملإ خير منه. وإن تقرب مني شبرًا، تقربت منه ذراعًا. وإن تقرب إلي ذراعًا، تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي، أتيته هرولة.
وفي رواية: بهذا الإسناد. ولم يذكر "وإن تقرب إلى ذراعا، تقربت منه باعا".
الراوي: أبو هريرة
خلاصة حكم المحدث: صحيح“بمـاذا تنـصـحني؟„
ما بين الحين والآخر، أقوم بفتح الخاص في برنامج التواصل الاجتماعي "الانستجرام".. لأرى ما إذا هناك من ينصح، أو يود إخباري بأمر مهم، أو يبشرني بخير.
فأجد أيضًا رسائل تحمل في طياتها الحزن العميق، فأجد من تهجّر من دولته لدولة أخرى تبعد آلاف الكيلومترات.
وأجد من عانى في حياته وواجه من الحزن ما لا يتحمله بشر، قد يدور في بالك لا شك أن هذه الرسائل تحتمل الكذب.. ولكن إن سمحت لك الفرصة أن تقرأ هذه الرسائل وتقرأ التعبيرات المستخدمه وطريقة سرد العبارات في الرسالة، ستدرك أن الأمر لا يحتمل الكذب أصلًا.
أرسل أحدهم لي رسالة أخبرني عمل حصل وما زال يحصل له في حياته، ظننت لوهلة أنني لم تصبني أي هموم أبدًا!!
من شدة الهموم والمواقف التي وقع فيها، عندما قرأت كلامه أحسست أني لم أمر بأي هموم!!
أعلم أنني لست مستشارًا لكي أملي عليهم ما يفعلون وما لا يفعلون، ولكنني مُدرك أنه من أرسل لي، لم يُرسل إلا باحثًا عن شخص يطمئنه، باحثًا عن ملجأ، عن من يشعر بألمه.
أحيانًا فقط تحتاج لمن تخبره، ليس ليحل لك العُقد، ولا ليتدخل بقوة خارقة، بل فقط تخبره لتشعر أنك لست وحيدًا.
فإن كنت سأنصحك بأمر فأرجوك كُن جانبًا مُطمئنًا لمن حولك، كن مخرجًا لهم، وأخبرهم دائمًا إن ربي لطيف، وإن لُطفه عاجل.
أنت تقرأ
إن ربـي لـطـيـف
Spiritualلـطـف الله يحيطنا دائماً دون أن ندرك فحتى لحظتك هذه ... لـم يخطئك فيها لطف الله