يـُروَى

103 7 0
                                    

يروى أن جعفر بن محمد بن علي أراد الحج فمنعه المنصور فقال:

"الحمد لله الكافي، سبحان الله الأعلى، حسبي الله وكفى، ليس من الله منجي، ما شاء الله قضى، ليس وراء الله. منتهى، توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، اللهم إن هذا عبد من عبيدك خلقته كما خلقتني، ليس له عليّ فضل إلا ما فضلته به علي فاكفني شره، وارزقني خيره، واقدح لي المحبة في قلبه، واصرف عني أذاه،لا إله إلا أنت سبحان الله رب العرش العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله كثيرًا".

فأذن له المنصور بالحج.


يروى أن امرأة في البادية وقد جاء البرد فذهب بزرع لها فجاء الناس يعزونها، فرفعت رأسها إلى السماء وقالت:

"اللهم أنت المأمول لأحسن الخلف، وبيدك العوض عما تلف.فافعل ما أنت أهله، فإن أرزاقنا عليك، وآمالنا منصرفة إليك"

فلم يبرح الراوي حتي مر رجل من الأجلاء فعلم بما حدث لها، فوهب لها خمسمائة دينار.




ومن أسرار إجابة الدعاء أيضًا هي شكوى الحال لله عز وجل، ففي سورة الأنبياء جاءت قصة أربعة أنبياء.. وجميعهم استجاب الله لهم.

موسى عليه السلام يقول:
﴿رَبِّ إِنّي لِما أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ﴾ [القصص: ٢٤]

بعد أن كان طريدًا، وخائفًا، وجائعًا، ووحيدًا، فأعطاه الله؛ المأمن، والمأكل، والمشرب، والمنكح والعمل.

يعقوب عليه السلام:
﴿إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦]

وهنا نستدل أن الشكاية مهمة جدًا في الدعاء، حيث أن الإنسان يحتاج إلى أن يخرج ما في نفسه.

يحتاج أن يشكو لأحد، والشكوى للمخلوقين مذمومة، فلهذا يجب أن يشكو الإنسان إلى الخالق.

زكريا عليه السلام:
﴿رَبِّ لا تَذَرني فَردًا وَأَنتَ خَيرُ الوارِثينَ﴾ [الأنبياء: ٨٩]

لم يكن له ولد، ولم يكن يريد ولدًا فقط للدنيا.. بل أيضًا من أجل تبليغ الدين والدعوة إلى الله، فشكا حاله إلى الله.

فقال الله:
﴿فَاستَجَبنا لَهُ وَوَهَبنا لَهُ يَحيى وَأَصلَحنا لَهُ زَوجَهُ﴾ [الأنبياء: ٩٠]

نوح عليه السلام:
شكا إلى الله الكرب الذي هو فيه، حين هدده قومه بالقتل واستهزؤوا به.. فأجابه الله عز وجل:

﴿فَاستَجَبنا لَهُ فَنَجَّيناهُ وَأَهلَهُ مِنَ الكَربِ العَظيمِ﴾ [الأنبياء: ٧٦]

أيوب عليه السلام:
أصيب بالمرض ١٨ سنة، فدعا ربه
﴿أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾ [الأنبياء: ٨٣]

يشكو حاله إلى الله فقال الله عز وجل:

﴿فَاستَجَبنا لَهُ فَكَشَفنا ما بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيناهُ أَهلَهُ وَمِثلَهُم مَعَهُم﴾ [الأنبياء: ٨٤]

يونس عليه السلام نادى في الظلمات:
﴿لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ﴾ [الأنبياء: ٨٧]

اعترف بالذنب وهو في ظلمة الليل، والبحر، وبطن الحوت.

فقال الله سبحانه:

﴿فَاستَجَبنا لَهُ وَنَجَّيناهُ﴾ [الأنبياء: ٨٨]

أي أخرجناه من بطن الحوت.

إن ربـي لـطـيـفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن