من السور القريبة إلى قلبي، سورة يونس.
يقول ﷲ:
قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [يونس: ١٦]
شعور عميق بالحمد بعد قراءة هذه الآية.
ماذا لو أن ﷲ شاء ولم ينزل آياته ولم يتلوه علينل نبينا محمد ﷺ؟!
كيف سيكون حالنا؟
لم أستطع التخيل
أي ظلام سيحل علينا؟
أي هموم ستتخبط بنا؟
أي أمراض كانت ستسكننا؟
أي راحة نفسية كنا سنُحرم منها؟!
فالحمد لله أن تلاه علينا فهدانا!
الحمد لله
﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ [الشورى: ١٩]
يرزق من يشاء، فيوسع له الرزق، ويضيق على من يشاء بحسب اقتضاء حكمته ولطفه، فحتى ضيق الرزق هو لطف من ﷲ.
لـطـيـف الـعـبـارات
يروى أن أميرًا رأى رؤيا مزعجة فدعى بمن يعبرها له، فقال له: تفسيرها أن أسرتك ستموت كلها. فغضب الملك وأمر أن يجلد عشر جلدات وطرد.
ثم دعى آخر ليفسرها، فقال له: أيها الأمير، إن تعبير رؤياك واضحٌ أنك أطول عمرًا من أسرتك كلها.
فحلت السعادة على الأمير وأمر أن يُعطى عشرة دنانير.
عندما تتأمل هذه القصة ستجد أن المعنى واحد في التفسيرين.. ولكن الأول كان فظًا في القول.. فخرج مضروبًا.
أما الآخر فكان لطيف القول وحسن التعبير، وقدم المعنى برفق وذكاء، فخرج بالجائزة.
فاللُّطف في القول هو منهج جميل، ولكن تُقل إني صريح أحب الصراحة، فلا تعارض بين الصدق والقول اللطيف.
ورُب كلمة تدخل الجنة، وكلمة تدخل النار، وكلمة أنجت من القتل، وكلمة دفعت صاحبها إلى القتل.
روى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم ﷲ وجهه أنه قال:
أفضل ما يعمله الممتحن إنتظار الفرج، والصبر على قدر البلاء، والصبر كفيل بالنجاح، والمتوكل لا يخيب ظنه.أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك: ١٤]
يعلم ما يدور في قلبك، وهو أرحم بنفسك منك ما يفرحك و يحزنك وما ينفعك وما يضرك هو أعلم به، وأنت له وأنت إليه راجع. فاطمئن أرجوك ولا تقلق.
ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [النحل: ٥٤]
يكشف عنهم الضر مع علمه بأنهم يشركون، فكيف بمؤمن موحد يدعوه طمعًا فيما عنده من رحمة؟ أتظنه ينساك؟!
اطمئن.. إن ربي لطيف.
أنت تقرأ
إن ربـي لـطـيـف
Spiritualلـطـف الله يحيطنا دائماً دون أن ندرك فحتى لحظتك هذه ... لـم يخطئك فيها لطف الله