معنى اسم ﷲ اللطيف أنه هو الذي يحسن لخلقه وعباده وهم لا يعلمون، ويرزقهم من الخيرات ومما يشتهون".
ـ أبو إسحاق الزجاج
"اسم اللطيف يتحمل معنى الحكمة والإلمام بكل الأشياء العميقة، واللطف والرحمك بالعباد بكافة الطرق فما تحسبه أنت صدفة هو تدبير من ﷲ جل وعلا ولطفًا منه لأنه يحبك".
ـ ابن القيم
" فالله لطيفٌ بعباده، رحيمٌ بهم، يعلم أدق حالهم، ويعلم ما خفي في صدورهم، لا يعجزه شيء، يعاملهم برحماه وعطفه، مهما بلغ منهم من تقصير، ويدعو المخالفين إلى المسارعة في التوبة والغفران".
فسبحانه أثبت على نفسه صفة اللطيف، في قوله:
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: ١٠٣]
استشعار اللُّطف
من نعم الله علينا استشعار لطف الله في تفاصيل حياتنا، أن أكون مؤمنًا بأن لله حكمةً فعلى الأقل أقضي حياتي مؤمنًا بوجودها، لا شيء يعادل الإيمان بأن الله لا يفعل شيئًا سيئًا أبدًا، وأن الله حكيم، لطيف، رحيم.
أحب الإنسان الفطن، الذي لا تمر به الشدائد دون استنباط الحكمة واستلذاذ الرحمة واستشعار اللطف.
إن حظ المؤمن ـ في عبادة الله والقُرب منه، واستشعار معيته وألطافه ـ عظيم؛ ففي الدنيا طمأنينة ورحمة، وفي الآخرة درجات وجنة.
الحد لله أن القلب يتقلّب مستشعرًا مدده، وعظيم فضله.
يـعـلـمـهُ اللـه
من معاني اللطف أن الله يعلم ما في صدورنا.
يقول الله عز وجل:
(قُلْ إِن تُخْفُوا۟ مَا فِى صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران: ٢٩]فعندما نقوم بالعبادات والأعمال الصالحة لا بد أن ننتبه لما هو داخل الصدور؛ ألا وهي النية.
"عندما تتعامل مع الله اصدق مع الله".
فعندما نتأمل اول من يدخل جهنم يوم القيامة سنجد أنهم قارئ القرآن، و المجاهد، و المتصدق، الذين لم يخلصوا النية للّٰه. و لكن لو اخلصوا في نواياهم- لقيل لقارئ القرآن اقرأ و ارتقِ ورتل:
ما رواه أبو داود و الترمذي و النسائي و أحمد كلهم عن عبد اللّٰه بن عمرو بن العاص أن رسول اللّٰه صلي الله عليه وسلم قال: "يقال لقارئ القرآن اقرأ و ارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".- و لو أخلص المجاهد نيته للّٰه، لرأي مقعده من الجنة، و وضع علي رأسه تاج الوقار، و لشفع لسبعين من أهله.
للشهيد عند اللّٰه ست خصال، روي الترمذي في سننه من حديث المقدام بن معدي كرب قال:
قال رسول اللّٰه صلي الله عليه وسلم: «للشهيدِ عندَ اللهِ ستُّ خصالٍ : يُغفرُ لهُ في أولِ دفعةٍ، ويَرى مقعدَهُ منَ الجنةِ، ويُجارُ منْ عذابِ القبرِ، ويأمنُ منَ الفزعِ الأكبرِ، ويُوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ، الياقوتةُ منها خيرٌ منَ الدنيا وما فيها، ويُزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ، ويُشفَّعُ في سبعينَ منْ أقاربِهِ».
- و لو أخلص المتصدق نيته للّٰه، لاستظل بصدقته يوم القيامة:
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم، قال:
" سبعة يظلهم اللّٰه يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله "، و ذكر من هؤلاء السبعة:" و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما صنعت يمينه ".
لذلك عليكم بالصدق مع اللّٰه و حسن النية.
مـن لُـطـفـه
يتولانا بلُطفه فيخرجنا من ظلمات الجهل والكفر والبدع إلى نو العلم والإيمان.
يقينا من أنفسنا الإمارة بالسوء.. فيوفقنا لنهي النفس عن الهوى، ويصرف عنا السوء والفحشاء رغم توافر أسباب الفتن وجواذب المعاصي والشهوات، فيمّن علينا بلطفه ونور إيمانه ويدعونا إليه.
يقدر لنا الأرزاق بعلمه وحكمته لا بحسب مرادنا.. وهذا هو منتهى اللطف.. فقد نريد شيئًا وما يريده الله هو أصلح لنا، فيقدر لنا الأصلح ـ وإن كرهناه ـ لطفًا بنا.
اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)
[الشورى: ١٩]ومن لُطفه بعباده أن يقدر عليهم أنواعًا من المصائب والمحن.. ليوصلهم إلى الكمال والنعيم.
من لُطفه بنا أن يقدر علينا بعض المصائب ويوفقنا للصبر عليها.. فننال رفيع الدرجات وعالي الرتب.
حتى مشاعر انتظار الفرج وكشف الضر هي من لُطف الله.
(إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) [الأحزاب: ٣٤]
يدرك أسرار الأمور وخفايا الصدور وخبايا السماوات والأرض.
أنت تقرأ
إن ربـي لـطـيـف
Espiritualلـطـف الله يحيطنا دائماً دون أن ندرك فحتى لحظتك هذه ... لـم يخطئك فيها لطف الله