﴿وَافعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ ۩﴾ [الحج: ٧٧]
دون أي تقييد.. ومن دون أن يذكر الله صفات من نفعل لهم الخير.. ولا أن نفعل الخير في أهله فقط.. لا، لا.. هكذا قانون.. أن نفعل الخير دون أي شروط.
افعل الخير وكن صاحب أثر جميل في من حولك.
افعله طمعًا في رحمة ربك وطلبًا للمغفرة.
كن صاحب أثر، حتى إذا غبت عنهم أحسوا بغيابك، والتمسوا الفرق بين غيابك وحضورك، كن كالشمعة.
ادفع الأذى عن غيرك، ارفع عنه الظلم، أعطه هدية، قل له كلمات طيبة، انصح، واجبر بخواطر من كسرت الحياة خواطرهم.
افعل الخير في أهله وفي غير أهله.
افعل الخير يا صديقي فالأيام لن تعود.
﴿إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ﴾ [يوسف: ١٠٠]
قالها يوسف عليه السلام ، إن ربي لطيف في تدبيره لما يشاء، عليم بأحوال عباده، حكيم في تدبيره، رحيم بهم.
كُـن خـيـّرًا،ولا تقل إلا خـيـرًا
وأنا صغير لم أتجاوز العاشرة من عمري كان لدي صديق يحب إعلان الأخبار السيئة، لا أعلم ما الذي كان يعجبه في الأمر.. ربما كان يستلذ بالدهشة التي تكون في أعين الناس عند سماع خبر سيء؟
ما بين خبر وفاة أحدهم، وأخبار تصادم قطارات وأخبار تنبأ باصطدام كوكب بالأرض، وخبر لانفجار، والكثير من الأخبار السيئة، حتى أخبار الطقس السيئ لم يتركها آن ذاك.
لما كبرنا وتعلمنا.. أدركنا بعضًا من تجارب الحياة.. ذقنا أثر الخبر السيئ، وإنه قد يفسد يوم أحدهم، وعلمنا أن إخبار الوالدين بالأخبار السيئة من العقوق، وأدركنا أن خبرًا سيئًا نقوله دون قصد قد ينفر الناس من حولنا، وأن خبرًا سيئًا يقوله أحدهم لي قد يُفسد يومي.
فنصحته أن لا يخبرني بأخبار سيئة لأنني غير مهتم لأي خبر سيئ، فبدأ تدريجيًا بأن لا يقول إلا الخير، حتى وإن سألته عن خبر سيئ يقول لا أعلم.
سمعت درجة أحد الأصدقاء في الاختبار وقد كانت متدنية رغم أنه اجتهد وأنا أعلم ذلك.. وهو ولم يكن حاضرًا ساعة إعلان الدرجات.. التقيت به بعد الخروج من القاعة وسألني عنها.. فقُلت له آسف لم أنتبه.. ولكن إن شاء الله ستكون خيرًا وأنت اجتهدت وفعلت الذي بوسعك.
لم يكن هذا كذبًا - فالكذب في مثل هذه الأمور مباح، الكذب مباح لضرورة أو حاجة- فقط أرد أن أجعل يومه سيئًا، أو أن أحبطه بإخباره الدرجة.
تشاء الأقدار أنه لم يعلم درجته إلى أن حان موعد الاختبار الثاني.. ويكون هو الحاصل على أعلى درجة في الاختبار الثاني!
بعدما أخبرته بالقصة، وأنني أخفيت عنه الدرجة الأولى شكرني، وقال لي ربما لو أنني عرفت الدرجة الأولى لم أكن لأجتهد في الاختبار الثاني.
أدركت حينها أن لذة قول الأخبار الجيدة، خير بألف مرة من لذة الخبر السيئ، وأن قول الخير أعظم أجرًا عند الله. وأن هذه وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا) رواه البخاري ومسلم.
أدركت بعدها أن هذه ليست عادة بل هو منهج البعض ممن حولنا.. سواء نراهم في حياتنا أو نراهم على منصات التواصل الاجتماعي.
هم هكذا.. لا يرون إلا هذه الأخبار السيئة ولا يرون إلا الشر دائمًا، وعند الأخبار الجيدة فهم صم بكم عمي.
أنت تقرأ
إن ربـي لـطـيـف
Spiritualلـطـف الله يحيطنا دائماً دون أن ندرك فحتى لحظتك هذه ... لـم يخطئك فيها لطف الله