تقديم

636 5 0
                                    

الساعة تشير للثانية عشرة ليلاً.. منتصف الليل.. منتصف الأحلام.. منتصف الأنين.. منتصف الحب.. منتصف الخوف.. منتصف العجز.. منتصف الإثارة.. منتصف الذاكرة.. منتصف النسيان. منتصف الموت.. منتصف الحياة..

ها أنتَ تجلس بقربي.. أضع يدي في جيب معطفك كمتسللة.. لا تُزيلُها ولا أُبعِدها..

ننظر معا لنافذةٍ واحدة.. و إطلالةٍ واحدة.. بنظرات مختلفة.. ربما بحسرة و أمل.. ربما بأنين خافت..!؟ من يدري؟

تَكُح.. فأضع يدي المرتجفة على صدرك و أردد..

"سلامةَ قلبِك".

تُمسِكُها في حضنك ثم تقول "لا شيئ!! هي مجرد وعكة حب..!"

ثم أردف "ويحك؟ إنها لا تَــــزول!!"

تُجيبُني ببرودة كأنك تماطل سكراتها "من قال لَكِ أُرِيدُ لهاَ أَن تزول؟"

أسألك مجدداً.. يُتعِبك الطَّبيب ولاَ تُتعِبُك أسئلتي "لماذا؟"

تنظر نحْوِي.. تُطِـــيلُ النظرَ فِي عينـــاَي.. أُراقِب شَفَتاَك و هي تَنفَرج من تلقاء نفسها أم من تلقاء الوعكة.. لا أعرف!! كل ما أريد معرفته عالق بين ثنايا ثغرك.. هُنــاَك : أخبريني أين يُباع النسيان؟ وأين أجدُ ملامحي السابقة؟

وجدت نفسي أُكمل عنكَ بلا هوادَةٍ : وكيف لي أن أعودُ لنفسي؟

فتعيدها مرة أخرى بصوت شَجِيْ : وَ كيف لِي أَن أعود لنفسي؟

" أ تقرأُ لِدَرْويِشْ ؟ " صوتي بدا مرتعشا.. من حبك.. من وَعْكَتِـــكَ عَلَيـــكْ..

"أَقرأُ للجميع" جوابٌ تخرس به أَيَّ سُؤَالٍ آخر عن ذلك السطر.. أومئ بتفهم.. أَحتـــوي يديك في حضني ثم أسألك من جديد.. الوقت يمر و الصمت يعدو ضجيجاً.. : لماذا تسأل عن دكاكين النسيان؟ و عن دكاكين استرجاع الملامح السابقة؟ و عن طريق العودة إلى نفسك؟ هل يجعلك الحب تتوه...؟

"حُبكِ البوصلة و المحطة الأخيرة لكل عراك.. هُنَا (أَشَرتَ لِعَقْلِك) و هُنا أيضاً (أشرت من جديد ناحية قلبك)..

ثم أكملتَ مجدداً.. * أحياناً لا أعلم.. إذا ما كنتُ حقا أُريدكِ أَنْ تعودي بِي إلى حيث التقَيتكِ أوَّلَ مرة فترحلي.. أَمْ أنَا حقا مُمتَن لكل الأنين الذي لحق بي.. حتى أَراَكِ أنتِ.. فيصيبني حبُّكِ أنتِ في مقـــــــ/ــــــتَل.. *

أَوَ يقتُــــ..ـــلُكَ حُبِّي ؟

تحرك رأسك بنفي... ثم تجيبني بِحُنُوٍّ لا يتناسب مع ما مررت به من قسوة و إجحاف : أحبكِ و أنا أحتضِر.. ثمَّ أضطجِعُ على شاهدي و أنا أُحِبكِ..

ولماذا لا يكون عشقاً.. ؟

أعشقكُ و المرادُ أنَا.. و أُحبكِ حينما تنبت البذرة التي رويت عطشها بحبي..

أكح أنا الأخرى من جديد.. تبتسم أنتَ و أضحكُ أنا بتعب جميل.. : لقد أصابتني عدواك للتو.. !!

يتبع...

يتبع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وعكة حبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن