الفصل الثامن

240 8 0
                                    

الفصل الثامن

فتح علي عينيه عندما سمع والدته تناديه ،واسرع للمطبخ ،كانت قد اعدت له طعاما طيبا ،ابتسم وهو يتذكر اخر مرة تناول فيها طعام والدته ،جلس الى الطاولة ومد يده ،جلست والدته قربه تراقبه وهو ياكل ،لم يكن علي يعلم مقدار جوعه الا عندما ابتلع اول لقمة طعام ،سالته والدته "اذن كم ستبقى في المنزل ؟" رد علي "ربما شهر ،لقد منحت نفسي عطلة لارتاح فيها واستعيد قوتي ثم اتابع " ردت والدته "هذا امر جيد ......اتعلم احمد رزق بولد "بلع علي لقمته وقال "اذن احمد صار والدا امر رائع ..... ذكرتني به اريد رؤيته احتاجه في عمل ما ،لكن ربما سافعل ذلك لاحقا "قالت والدته "بالامس كنا في منزله "رد علي "اذن رايت ابنه من يشبه " ضحك وقال "لعله سيكون مثل احمد ،احمد اخر في العائلة " ردت والدته "لا اردي لما لا تحب احمد " رد علي "لا انه ليس اني لا احبه ،لكنه ماذا اقول اني فقط استثقله "ردت والدته وهي تنهض عند سماعها رنين الهاتف "مع ذلك انك احتجت اليه " رد عليها وقال "الامر لا يخلو من هذا " سارت والدته مغادرة المطبخ ،بينما تابع علي تناول طعامه بهدوء ،عندما عادت وجدته انهى طعامه ووقف ،قالت "كان خالتك ،انها تريدني في موضوع " رد علي "مؤامرة جديدة اذن ،اتساءل من المستهدف ؟" ردت والدته "كف عن هذا ،ستوصلني اليس كذلك ؟"،رد "لما لا "قالت "حسن ساجهز نفسي انتظرني " غابت والدته بينما خرج هو الى غرفة المعيشة جلس على الاريكة وهو يفكر وتساءل كم سيستفيد من احمد ،لقد كان زميل الصحفية وعلى علاقة طيبة معها ،لا باس ان يطرق هذا الباب ،انضمت والدته اليه في غرفة المعيشة ،وقف وقال "اذن فلنذهب ساوصلك والقي التحية واغادر ،ثم اعود لاعيدك ،الا اذا كنتما تحتاجان الى مشورتي في المؤامرة "،كان علي يستخف بوالدته وعلمت هي ذلك فقطبت حاجبيها وقالت "انك فظ "رد وهو ياخذ بيدها ويخرجها "كلما اجتمعتما حدثت مشاكل وانا واثق من ان الامر لن يختلف هذه المرة "،لم ترد عليه سارت معه واقفلت الباب بالمفتاح وتابعت طريقها ...........
في منزلها كانت بثينة تفكر في افضل نقطة للبداية ،فرغم ان خالها علمها كل ما كان يعرف الا ان المعلومات بالتحديد جمعها يحتاج الى شبكة علاقات هي الان لا تملكها ،نظرت الى نضال في سريره وقالت "وانت تحتاج لمن يعتني بك لا يمكنني اصطحابك معي في عملي"فكرت بشقة خالها نضال ،ربما ستجد شيءا ،رغم انها لم تكن متاكدة فاكثر ما تعلمته من خالها ان لا تترك خلفها اثار ،وهو ما تعرف انه يتقنه ،رغم ذلك قررت فعل ذلك فعليها على كل حال ان تبدا من نقطة ما ، قررت ان تقصد اولا شقة خالها نضال ثم تتسل الى منزل والدها لغرفة خالها نضال في منزل والدها ،فكرت وهي تخرج حقيبة من الخزانة ،لعل ذلك الضابط قد اوقف البحث عنها ،مرت اكثر من تسع شهور ،ومع ذلك فستتخذ كل الحيطة ،وضعت في الحقيبة حفاظات وعلبة الحليب وزجاجة الحليب وبعض العابه ،والبسته ملابس الخروج كانت تلك الملابس هدية منال ،اخيرا وضعت قبعة على راسه وقالت "انك تبدو جميلا ،ايها الصغير ستذيب القلوب في منزل جدتك "،كان منزل والدة احمد هو المكان الوحيد الذي يمكنها وضع نضال فيه والاطمئنان على سلامته فيه ،بعد ان تاكدت من كل شيء في الشقة ،جهزت نفسها كما يجب وحملت نضال بيد والحقيبة باخرى وقفت لدقائق تفكر هل يجب ان تتصل اولا بوالدة احمد ،حركت راسها وقالت "لن امنحها فرصة الرفض "،وخرجت .......
عرج علي بوالدته على محل ليشتري الفواكه ،ثم اخذها الى منزل اختها ،عندما اوقف السيارة امام باب المنزل ،لاحظ هو ووالدته امراة تغادر المنزل ،كانت ترتدي ثوبا طويلا ازرق داكن ،وكان شعرها اسود قصير ،عندما راها علي كانت مولية له بظهرها تسير مبتعدة عن المنزل لذا لم يتمكن من رؤية وجهها ،فكر وقال لامه "امي من تلك ؟" ردت قائلة "انها زوجة احمد يمكنني معرفتها من شعرها الاسود القصير ،اختي تمقت ذلك الشعر قالت لي انه قصير على الدوام "رد علي "اه منكن معشر النساء "خرج من السيارة وخرجت دليلة ايضا وهي تحمل سلة الفواكه بيدها،دق علي الجرس بعد دقائق طويلة جاءت والدة احمد حسينة كانت مقطبة الجبين ،تفاجات دليلة وكذلك علي من هذا الاستقبال ،سلمت عليهما وقالت "تفضلا " ،دخلا وهما يقاومان رغبة في الرجوع ،سالت دليلة اختها "ما الامر حسينة ما بك ؟" ردت بغضب "تلك المتكبرة تركت ابنها هنا مع حقيبة وغادرت " سال علي وهو يتقدمهما "من هي ؟" ردت دليلة"زوجة احمد صحيح ؟"سارت حسينة الى غرفة المعيشة ،هناك شاهد علي ووالدته رضيعا موضوع على اريكة ،كان يتحرك يمينا ويسارا ،قال علي "تركتك مع حفيدك اليس امرا رائعا خالتي " واسرع الى الصغير وحمله بيده وقال " انتبه ستسقط يا صغير " والتفت الى خالته وقال "ربما كان اسلم لو احضرته معك لفتح الباب ماذا لو وقع ؟" ردت خالته "كان على امه ان تفكر في احضار سريره اولا "سكت ثم سالها "ما اسمه؟" ردت "نضال " فكر وهو ينطق بالاسم "نضال .....هذا يعيد لي ذكريات بعيدة" نزع القبعة من راس نضال ليتمكن من رؤيته بوضوح ورفعه الى اعلى ضحك نضال ،فضحك علي وقال "انه رائع لكنه لايشبه احمد " وانزله الى مستوى وجهه والتفت الى والدته وخالته وتابع "اليس كذلك ؟ " تسمرت والدة احمد امام الشبه الكبير بين نضال وعلي ،هذا الشبه لم يفاجا دليلة ،فقد عرفت انه يشبه ابنها عندما راته اول مرة ،ابتسم وقال "ماذا يزعجك في الامر اليس حفيدك ،هذا يعني انها لاتبخل عليك بابنها" قالت وهي تجلس بانفعال "تريدني ان اكون مربية اطفال بعد هذا العمر ،ليس هذا فقط وتشترط ان لا اقدم له لهاية اطفال ،قالت انها مؤذية وقدمت لي شرحا حول اضرارها قالت انها منعت احمد من شراء واحدة " انتفضت والتفتت الى اختها وقالت "بربك كيف يمكنني اسكاته عندما يبدا بالبكاء ،كل ما قالته هراء ربينا اولادنا بها " تنهدت وقالت "قالت كلاما كثيرا عن التهاب الاذن وتكلمت على اعوجاج الاسنان ،اني لا اتذكر نصف ما قالته " جلست دليلة ووضعت السلة على الارض وقالت "اختي لما الانزعاج انه ابنها ولها الحق في تربيته كما تريد ،ولاباس باحضاره الى هنا ليس لها مكان اخر تضعه فيه " جلس علي على اريكة اخرى وبدا يلاعب الصغير ،سال "وعائلتها؟ " ردت دليلة "ليس لها احد " قالت حسينة "انها لم تتصل بي حتى لاخباري ،ماذا لو كنت خارج المنزل او كنت افكر في الخروج "فكر علي انها فعلت ذلك عمدا لتجنب اي رفض محتمل ،ضحك وهو يفكر كيف وضعتها تحت الامر الواقع ،فكر انها ليست سهلة ،قام من مكانه كان يحمل الصغير وقال "ساخذ نضال في جولة وانت خالتي يمكنك متابعة الكلام عن زوجة ابنك الغير مسؤولة بحرية اكبر " ابتسمت دليلة لتهكم ابنها الواضح على خالته ،وعادت لاختها وقالت "لست منصفة انها امراة رائعة تعرفت عليها جيدا بالامس " قالت "تقولين هذا لانها ليست زوجة ابنك" ردت "اتمنى امراة لابني تشبهها ....ليس عيبا ان تكون مثقفة انه امر جيد " لم ترد حسينة وان لم تقتنع ،لم تحب حسينة هذه المراة مطلقا ،ولم تشعر اتجاهها بالارتياح ،رغم انها تحب نضال الا انها لا تطيق والدته ،ولم تعلم لذلك سببا ابدا .
كان علي مع نضال في غرفة اخرى ،لم يستطع تفسير شعوره تجاه هذا الصغير ،ان نظرة الى عينيه تجعله يرتعش ،بطريقة لا ارادية ،ضحكه كان يسعده ،كان يلاعبه بلطف ،نضال الذي لم يسبق له رؤية علي لم ينفر منه بل احب ملاعبته له ،كان الصغير جائعا لهذا النوع من الحب ،لم يكن احمد ولا بثينة يلاعبانه ،كان يترك في سريره وحيدا ،كل هذا لم يعرفه علي انما كان متاكدا منه انه تعلق سريعا ،وسريعا جدا بهذا الصغير ،فكر لعلها رابطة الدم التى تجمعه باحمد ،في النهاية هو حقا لايكره احمد انما فقط يستثقله ،هذا ما كان يفكر فيه مانحا نفسه سببا مقنعا لتعلقه السريع بهذا الرضيع ،ثم وبلا سبب تمنى التعرف على والدة نضال تلك المراة ذات الشعر الاسود القصير ،بدون شك هذا الصغير يشبهها هذا ما فكر به وهو يمنح نضال قبلة على خده الطري الناعم ،وقال بضحك " لاتتذمر من قبلاتي ،لا اظنني ساتمكن من كبح رغبتي في تقبيلك " ..........

رواية قلب واحد لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن