الفصل الخامس

239 9 1
                                    

الفصل الخامس

عندما استيقظ نضال من نومه الذي طال ،نادى على بثينة مباشرة ،اسرعت اليه من المطبخ ،وجدته مازال يصارع ما بقي في جفنيه من نعاس وهو يسال "لما تركتني نائما ؟" ابتسمت وقالت "خالي هلا توقفت عن تعذيب نفسك على الاقل امامي "سالها وهو يرمق الساعة في يده "ماذا تقصدين ؟"ردت وهي تغير الموضوع قائلة "احمد هنا "وقف نضال وقال "حقا .."ردت "ترك حفل زفاف شقيقته عندما تمكن من ذلك ،اخبرته بحضورك "رد نضال "حسن جدا لما لا يات "نادته بثينة وفي ثواني كان واقفا في غرفة المعيشة ،اقترب نضال منه وقال وهو يضع كفيه على دراعي احمد "شكرا جزيلا لك لكل ما قمت به لابنة اختي "رد وهو يحاول اخفاء ارتباكه "لم اقم الا بواجبي ،وهو امر لا يجب ان اشكر عليه،فلا شكر على واجب " رد نضال وهو ينظر الى عيني احمد العميقتين "ان بثينة امانة في عنقك اذا حصل لي مكروه "تفاجات بثينة لهذا الكلام واسرعت تقول"انك متشائم جدا خالي ،لن تتعرض لمكروه ابدا انت الابرع "التفت الى بثينة وقال "لا شيء مضمون في الحياة وخصوصا ميعاد الموت "رد احمد "ان بثينة غالية علي لا تقلق "شعرت بثينة ان خالها يبتعد عنها من الان ،ودون سبب اسرعت اليه وعانقته وقالت "خالي انت لن تعرض حياتك للخطر باي شكل كان اليس كذلك ؟" وضع يده على شعرها ومسده وقال "صغيرتي لا تقلقي "ورفع راسه لاحمد وقال "علينا ان نغادر الان ساخذها لمنزلي انه اكثر امانا "رد احمد "حسن كما تريد " ،قال نضال "يجب ان تكون حذرا في اتصالك ببثينة لا تستعمل الهاتف باي حال من الاحوال ولا تزورها بسيارتك استعمل سيارة الاجرة وغيرها كلما سرت مسافة معينة من باب الاحتياط ،ساعطيك العنوان انه سر لك فقط"دهش احمد من كل هذه التعليمات وقال "حسن كما تريد "رد نضال "جيد "والتفت لبثينة وقال "حسنا صغيرتي هل نذهب ؟"ردت "انت لم تتناول شيءا "رد "ساكل في المنزل "ردت "حسن اذن "والتفتت لاحمد وقال "لا تنسى زيارتي "رد احمد "كلما وجدت فرصة لا تقلقي "،ودعت احمد ،وانصرفت خلف خالها الذي سبقها الى سيارته بعد ان اعطى احمد العنوان ،بقي احمد وحيدا واقفا في غرفة المعيشة غير مصدق ان بثينة كانت هنا فعلا وغادرت ،تساءل ان كان باستطاعته طلب الزواج منها بعد ان تعرضت للاغتصاب ،انه يحبها بعمق لم يعرف قلبه حبا لغيرها ،لم تلفت نظره فتاة غيرها ،ان فتيات العالم كلهن اجتمعن في فتاة واحدة هي بثينة ،جلس على الاريكة وهو يتساءل هل يملك الجراة ليتزوحها رغم انه سبقه رجل اليها ،هل ينسى هذا الامر هل يستطيع التعايش معه ،فكر وفكر وتساءل اخيرا هل حبه لها عميق لهذا الحد ،قلبه ينبض لها ،وكبرياؤه يصده ،هل وصل بحد كبريائه ان شك انه سيعاف بثينة ،نفض راسه من افكاره ،هل هو في قرارة نفسه سعيد لان بثينة غادرت حياته ومنزله ،هل سيكون من الجبن ويستغل فرصة خروجها فلا يدخل هو حياتها ، هل احبها حقا يوما ام كان هذا وهم فقط ام ربما كان حبه هشا كبيت العنكبوت مجرد حركة تهدمه ، نهض واسرع للحمام فتح الصنبور ووضع راسه تحت الماء البارد ،كان كل ما يريده هو طرد تلك الافكار الخبيثة ،انه يحب بثينة انها كل حياته ،وقف كان الماء لا زال يسيل من الصنبور ،وكان شعره مبتل نظر الى المراة وفكر هل اصابه الغرور وتمسك بالكبرياء لانه بدا يعتقد انه كل شيء لبثينة الان ،هل بثينة صارت الان عبءا ،كان ينظر الى نفسه ويردد هل انا كل ما بقي لها اليست هي املي وحلمي ،جلس على ارضية الحمام وهو يردد "تبا لم اعلم قبلا كم انا جبان ،هل تستحق بثينة هذا ،تبا كم تبلغ بي الانانية ،انا حتى لست اكيدا ان كنت املها ،ان كنت حب حياتها ،"نهض ومد يده للمنشفة ،جفف شعره وغادر الحمام ،غير ثيابه وعاد لحفل شقيقته ،محاولا على الاقل عيش هذا اليوم في حدوده دون التفكير في ما سبقه وما سيليه من ايام.......

رواية قلب واحد لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن