الفصل الثالث
دخل علي مكتبه سريعا ،وارسل في طلب مساعده ،جاء بعد دقائق قال له "اسمع دحمان ابحث عن سيارة انها للصحفية بثينة اريد ان اعثر عليها قبل طلوع فجر اليوم " واعطاه ورقة مكتوب فيها رقم السيارة ونوعها ولونها ،اخذ دحمان الورقة وغادر الغرفة سريعا ،وقف علي امام نافذة المكتب يتابع الانوار في الخارج،محاولا شغل نفسه عن التفكير في بثينة ومكانها ،عندما دخل معاد وقال "علي كيف الحال ؟"،التفت علي الى معاد وعندما هم بسؤاله عن سبب دخوله بدون اذن ،فوجا به يجلس على الكرسي ،ويضع رجلا فوق اخر ،علم علي مباشرة ان هناك ما يحضر له خلف الكواليس ،فجلس واكتفى بالرد قائلا "بخير "،اخرج معاد سجارة وقال "تدخن ؟اظنك بحاجة له "رد علي وهو يضع مرفقيه على المكتب "تعلم اني لا ادخن "رد معاد "كما تريد "،اشعل سجارته ،اخذ نفسا عميقا وقال بعد ان نفث الدخان "ما اخبار المهمة ؟" نظر علي للدخان الذي بدا يعلو وينشر رائحته الكريهة في الجو وقال "ما بالك تبدو سعيدا هل هناك اخبار علي ان اعرفها ؟"ضحك معاد وقال "ليس بعد لم يؤكد الامر تماما "رد عليه "لم يعلن رسميا بعد هذا ماتحاول قوله "،لم يرد معاد بينما تاكد علي ان معاد اخذ مكانه ومكتبه ،قال معاد بعد سكوت "الرئيس يريدك انه يطلب تقريرا عن المهمة "ضحك علي وقال "وارسلك لتخبرني بذلك"وقف وسار قليلا وقال وهو يلتفت اليه "لم يكن بحاجة لارسالك كنت سارفع له التقرير بنفسي "ساله معاد وهو يعقد حاجبيه "لم يحالفك الحظ اليس كذلك ؟" انحنى علي اليه وقال وهو ينظر الى عينيه عبر دخان السجارة "انت بالفعل بحاجة الى الحظ اذا امسكت هذه القضية بعدي "لم يرد معاد عليه بتابع علي "اسوء ما سيحصل لي ان ارسل الى الصحراء "قاطعه معاد "هذا صحيح "رد علي "انه لم يعلن رسميا بعد يحتاج الامر اولا الى اعلان فشلي في المهمة يجب اولا رفع التقرير " لم يرد عليه معاد تابع علي "كن اكيدا انك ستلحق بي ،لاني متاكد ان الصحفية ستهزمك ايضا "ساله معاد "اهي ذكية "رد علي وهو يقف ويبتعد عن معاد "انها اذكى مما قد تتصور " وقال مخاطبا نفسه "لا يزال امامي باب مفتوح ان عثرت على السيارة عثرت علي الصحفية "،اخذ معاد نفسا من سجارته وقال وهو يقف "حسن شكرا على النصيحة التى ساخذها بعين الاعتبار " ،عندها دخل دحمان وقال "سيدي "التفت علي اليه سريعا وقال "ما الاخبار ؟"رد دحمان "لقد عثرنا على السيارة "رد علي "بهذه السرعة ؟"قال دحمان "كانت على جانب الطريق العام لكنها تعرضت لحادث لقد هشمت مقدمتها ،لم نعثر داخلها على شيء لا جثث لا اثار دماء لا شيء "ضرب علي يدا بيد وقال "اللعينة انها تفكر في كل شيء "،التفت لدحمان وقال "شكرا عد لمنزلك لست بحاجة لك " وعاد الى كرسيه ،اخذ ورقة بيضاء ،كتب فيها تقريره تحت انظار معاد ،بعد دقائق كان علي يقرع باب الرئيس ،سمع صوتا يامره بالدخول ،فدخل علي وجده واقفا موليا له ظهره ،تكلم علي بعد اداء التحية العسكرية "سيدي "رد عليه من دون ان يلتفت "تكلم " ،اقترب علي من المكتب وضع تقريره عليه وقال "دونت كل شيء في التقرير " رد عليه "لا وقت لي لقراءة ما كتبت تعلم تلك فقط اجراءات ادارية مملة... تكلم " اخذ علي نفسا عميقا ،و سرد عليه كل ماحدث ماعدا قضية الاغتصاب تجنب ذكرها بالكامل ،قال له الرئيس بعد ان انهى علي كلامه "باختصار تريد القول ان امهر عميل في جهاز المخابرات الدولة قد هزم من طرف صحفية بائسة" لم يرد علي ،تابع الرئيس "في هذه الحال يجب اعادة تدريبك "فهم علي انه سيتم خفض رتبته ،عض على شفته بغضب وانتظر اخر ما سيقوله رئيس الجهاز "سيتم نقل مقر عملك للصحراء وتعمل تحت امرة الاسود "بلع علي ريقه لطالما سمع عن الاسود عن قساوته وظلمه لقب بالاسود لان قلبه كان حالك الظلمة والسواد ،خاطب علي نفسه "ان هذا عقاب حقيقي تبا لتلك اللعينة"،انتظر علي لثواني ولما لم يضف له الرئيس كلمة اخرى ،ادى التحية العسكرية وانسحب من المكتب ،لاحظ وهو يغلق باب المكتب ان الرئيس لم يلتفت اليه ابدا ،سار ادراجه في الرواق وهو يفكر في تقلب حاله السريع توقف امام المصعد ،عندما فتح دخله ،قصد مكتبه او ما كان مكتبه ،اخذ كل اشيائه وضعها في صندوق وغادر المكتب ،وقف امام المصعد مجددا ،ناداه معاد "علي "لم يلتفت اليه علي كان غاضبا بل في قمة الغضب تكلم معاد "حظا موفقا في الصحراء "رد عليه علي وهو ينظر الى عينيه "سانتظرك هناك مع تمنياتك الطيبة التى سنحتاجها معا"فتح المصعد دخله واغلق الباب ،مخلفا صورة علي وهو يبتسم ابتسامة كبرياء ،فكر "ان تلك الصحفية لن تظهر الان ولن يكون من السهل العثور عليها ستختبا جيدا معاد يبدو امامها كفار صغير "، وصل سيارته ركبها وانطلق الى منزله لايزال امامه الكثير من الترتيبات والاتصالات قبل ان يشد الرحال الى الصحراء .......
أنت تقرأ
رواية قلب واحد لكاتبة مريم نجمة
Romanceدخلت بثينة تحمل اوراق مقالها لرئيس التحرير ،رفع السيد صالح راسه ببطا ،تنهد وهو يرى الاوراق التى تحملها بيدها ،قالت "صباح الخير "رد بدون ابتسامة "صباح الخير ماذا تحملين في يدك ؟" ،شعرت بثينة ان رده ليس مشجعا البتة ،قالت بدون ان تبتسم "اوراق المقال ال...