الفصل العاشر
ناد احمد على بثينة بصوت قوي ،ردت عليه بهدوء "انا هنا " تبع مصدر الصوت فوجدها قابعة على جهاز الحاسوب ،نظر الى الجهاز ثم اليها وقال "هذا ما يشغلك اليس كذلك ؟هوسك اللعين "نظرت اليه بهدوء وثقة وقالت "هذا هو خياري من البداية انا لم اخدعك " رد عليها "طبعا لا فانت الذكية هنا ما انا الا حل مؤقت لمشاكلك "ردت عليه "انت من اراد ذلك"ونهضت ووقفت في مقابله وتابعت "والان حان وقت الطلاق "ضحك احمد بسخرية وقال "اوه حقا طوال الطريق وانا افكر لا تعتقدي ابدا انك الوحيدة هنا التى تملك عقلا مفكرا..... انا لن امنحك الطلاق "قالت من دون ان تتغير لهجتها وبذات البرود "انت لاتعتقد ابدا انك تمسكني من اليد التى تؤلم اليس كذلك ؟ لعلك تعلم ان الاحساس بالالم فقدته من زمن " رد احمد "لقد فقدت عقلك الا تفهمين انك ستنتهين دون ان تحققي شيءا العالم لا يتمحور عليك ابدا"تنهدت بثينة وفكرت انه عنيد ،لذا اجابت "حسن اذا انت تريد ان انسى كل شيء "رد احمد "تماما " قالت "حسن سافكر اكثر وامنح نفسي وقتا هل يرضيك هذا ؟" رد احمد "طبعا ...لكن اتمنى ان لاتخدعيني لاني لن اسامحك ابدا "اومات براسها وقالت "هل تاكل شيءا؟"رد "كلا شكرا انا عائد الى العمل لم اخبرك من قبل لكن الصحيفة في وضع سيء تراجعت نسبة المبيعات بشكل ملحوظ ومؤثر "ردت "حقا وما راي رئيس التحرير ؟"رد احمد "انه في ازمة لعله ندم لطردك "قالت "تلك الصحيفة كغيرها من الصحف لا تاتي بالجديد نفس المعلومات ونفس التقارير ،كنت انا بشكل ما وجها مغايرا ...لكن ما عاد يهم الان "رد احمد "انت محقة..... الى اللقاء " تركها وغادر المنزل بالسرعة التى دخل فيها ،اخذت بثينة نفسا عميقا عليها توضيب اشيائها قبل عودته ،لقد قررت الرحيل مباشرة ،لن تطيل الامر ،اصبح احمد يكرر ذات الكلام بلا ملل ،والمناقشة معه عقيمة بلا جدوى ،اتصلت بالخالة دليلة ولما لم ترد اتصلت بمنزل والدة احمد فكانت دليلة من رد عليها ،اخبرتها انها ستترك نضال عندها وافقت دليلة بفرح ،لذا تحركت بثينة بسرعة وضعت كل ماتحتاجه من ملابس واشياء في حقيبتها ووضعت في حقيبة اخرى متعلقات نضال ،واخذت ابنها وتركت رسالة لاحمد خطت فيها "وداعا ....ستسامحني يوما"وتركت منزل احمد في اعتقادها بدون رجعة ،بصعوبة وصلت الى منزل والدة احمد قرعت الجرس ففتحت لها دليلة ،ابتسمت لها وقالت "صباح الخير " ردت دليلة "اهلا صباح النور كيف حالك ارجو ان تكوني بخير " ردت بثينة "انا في افضل حال ساترك عندك نضال ارجوك اهتمي به " مدت لها نضال بعد ان قبلته على خده ،وادخلت حقيبته وقالت "هذه كل اشيائه التى يحتاجها " وخرجت سالتها دليلة "هل هناك امر ما تبيدين "ونظرت الى الحقيبة وتابعت "راحلة بلا رجعة " ضحكت بثينة وقالت "كلا ،لدي اعمال عالقة عندما اتمها ساعود "نظرت الى نضال نظرة اخيرة وقالت مداعبة "اليس جميلا ابني الصغير "ردت دليلة "انه رائع يشبه كثيرا ابني علي لذا احسه حفيدي وليس حفيد اختي "ابتسمت بثينة وقالت "اثق انك ستهتمين به ....الى اللقاء " قالت هذه الكلمات وسارت مبتعدة ،تابعتها دليلة الى ان اختفت بثينة عن نظرها ودخلت المتزل ،شعرت دليلة انه هناك امرا ما ،لذا تحركت بسرعة وضعت نضال على الاريكة بشكل امن ،واسرعت للهاتف واتصلت بهاتف ابنها المحمول ،كان علي في الخارج عندما تلقى اتصالها ،رد عليها وهو يوقف السيارة على جانب الطريق "نعم ماذا امي "ردت دليلة "انها امينة زوجة احمد "سال بنفاد صبر "مابها ؟"ردت عليه "تركت ابنها عندي وغادرت "رد علي "مابالك امي تقاطعيني عن اشغالي لتخبريني ان زوجة احمد تركت ابنها عندك ؟"ردت دليلة "علي ما بك اظنها تركته للابد انها لن ترجع "بهت علي وقال "هل قالت ذلك ؟" ردت "كلا انما تركت كل لوازم ابنها وبدت كمن يودعه "رد علي "انا قادم " واقفل الخط وحرك السيارة قاصدا منزل خالته ،كانت والدة احمد في غرفتها مستلقية ،لم تخبرها دليلة بشيء بل جلست مع نضال تنتظر علي ،عندما قرع الجرس اسرعت لفتحه ،دخل علي مباشرة الى غرفة المعيشة وقال "اخبريني بكل شيء " جلس بقرب نضال الذي تحرك بمجرد ان راه ،ضحكت والدة علي وقالت "لقد عرفك " ابتسم علي وحمل الصغير وقال "انا اشتقت لهذه العينين الجميلتين "وقبله وتابع "اذن "قالت دليلة "انظر تلك حقيبة نضال فيها كل شيء حتى دفتر التطعيم "فكر علي ان قلق والدته في محله تماما لما تترك دفتر التطعيم الا اذا كانت لن تعود ،وقف وسار بضع خطوات وسال امه "ماذا قالت لك بالتفصيل ؟"ردت "قالت ان لديها اعمالا عالقة "فكر علي "اعمال عالقة اذن " وضع نضال في يد والدته وقال "لقد فهمت " قال هذا وغادر المنزل قاصدا احمد في الصحيفة ،عندما راه احمد انقبض قلبه وقال "ما الامر ؟لما اتيت لرؤيتي ؟" ،رد علي "احتاج للكلام معك فلنغادر الصحيقة "وبالفعل تركا الصحيفة ،اخذه علي لسيارته وقال بعد ان دخلاها "اسف مسبقا لتدخلي "رد احمد "لا عليك ما الامر ؟"رد علي "زوجتك تركت المنزل "تسمر احمد ولبضع دقائق لم يرد ،ثم قال "لقد وعدتني ان تفكر اكثر "لم يرد علي سال احمد "ونضال ؟"رد علي "انه في منزل والدتك لم تاخذه معها "رد احمد "انها...."ثم توقف وقال "هلا اخذتني الى شقتي "رد علي "طبعا "وقاد السيارة بسرعة الى شقة احمد ،بمجرد دخوله تحرك احمد الى غرفة بثينة الى الخزانة ،بينما قصد علي غرفة المعيشة مفضلا عدم التدخل اكثر ،عندما لفتت انتباهه ورقة موضوعة على طاولة غرفة المعيشة ،اخذها وقراها ،عندها دخل عليه احمد قائلا "لقد اخذت ملابسها "رد علي "وتركت هذه "وسلمه الورقة قراها احمد وقال ببؤس "نفذت رغبتها " وجلس على الاريكة اشفق علي عليه وقال "ما الامر لماذا تصر هكذا على الطلاق ؟"رد احمد "لديها مشاريع خاصة وانا وابنها لا ندخل فيها للاسف "سال علي "يمكنني المساعدة في ايجادها هل تعلم اين يمكن ان تكون الان ؟"رد احمد "لا ....هنا ينتهي كل شيء "فكر احمد لا فائدة من ايجادها ،قال علي "حسن احمد ابنك تعرف اين تجده ساغادر الان لدي اعمال عالقة"فكر انه هو الاخر استعمل نفس الكلمة اعمال عالقة تابع قائلا " وان احتجت لاي شيء اتصل فقط "قال هذا وتركه في شقته وغادر ،تساءل اي نوع من النساء هي لتترك ابنها الرضيع هكذا ،فكر وهو يقود السيارة متجها الى مكتب المخابرات اي نوع من الاعمال العالقة التى لديها هل هي رجل اخر ؟هل احبت احمد يوما ....
في ذلك الوقت كانت بثينة ترتب اغراضها في غرفتها في منزلها ،بعد تفكير جدي قررت العودة الى منزل والدها ،لن يتوقع احد ان تعود الى المنزل ،هكذا اعتقدت فلانه اول خيار للمخابرات للبحث عنها فيه فسيكون في اعتقادهم انه سيكون الخيار الاخير لها للعودة اليه ولذا لن يفكروا في البحث عنها فيه ، ابتسمت وهي تفكر لانه محل شك فسيكون خارج التوقع والظن ، فكرت وهي تتجول في غرفه باطمئنان انه فقط بحاجة الى تنظيف والى اطعمة ،كما انه عليها ان تتخذ حذرها لن تستعمل الانوار الكهربائية ،لذا ستحتاج للشموع ،كانت سعيدة لان احمد كان يسدد فواتير الكهرباء والماء ،فكرت في احمد وهي تفتح صنبور الماء لتبدا بالتنظيف وتساءلت كيف سيكون رد فعله ،انه ضعيف امام الصدمات ،تنهدت وفكرت في نضال لقد اشتاقت اليه ، نفضت عن نفسها هذه الافكار وانشغلت بالتنظيف ،بعدها خرجت للتبضع اشترت ما تحتاجه لاسبوع وعادت لمنزلها ،بطريقة ما بدت لها هذه الحياة غريبة ولا تطاق ،رغم ان هذا ما كانت تصبو اليه الا انها اعترفت لنفسها وهي ترغم نفسها على الاكل انها ليست سعيدة ابدا ............
أنت تقرأ
رواية قلب واحد لكاتبة مريم نجمة
Romanceدخلت بثينة تحمل اوراق مقالها لرئيس التحرير ،رفع السيد صالح راسه ببطا ،تنهد وهو يرى الاوراق التى تحملها بيدها ،قالت "صباح الخير "رد بدون ابتسامة "صباح الخير ماذا تحملين في يدك ؟" ،شعرت بثينة ان رده ليس مشجعا البتة ،قالت بدون ان تبتسم "اوراق المقال ال...