حاولت بيثنة منع الرجل من اغتصابها ،ضربت بكل قواها ،انتفضت ،تحركت في مكانها صرخت بدون فائدة ،اخيرا بدات دموعها تنزل وتنزل حتى منعتها من الرؤية ،بدات تتوسل "رجاءا توقف ......رجاءا ..."رد بصوت قوي "انت حكمت على نفسك ..... " ،هل هذه نهايتها ،ما كان ذنبها ،في النهاية اغمي على بثينة ، بعد ساعات فتحت عينيها ببطا فكرت لوهلة للحظة فقط لجزء من الاجزاء من الثانية انها كانت تحلم فقط ،عندما رات ما حولها ادركت انها لم تكن تحلم ،ادركت ان حياتها انتهت في هذا القبو عمليا ،بحثت عن الرجل لم تره ،نهضت كانت عارية تماما ،فكرت بالم "لقد انهى الامر ..." حاولت جمع شتات ملابسها ،واخيرا لبست سترتها ، بكت وبكت بدون توقف حتى شعرت بالدوار من جراء بكائها المتواصل ،توقفت واستعادت تحكمها بنفسها ،حركت عينيها في الغرفة ،رات هاتفها النقال مرميا في الارض ،اسرعت اليه وجدت انه لم يتركه عبثا لقد كان محطما كليا ،رمته بدات تحرك عقلها ،سيعود قريبا ،ان لم يحاول مجددا اغتصابها فانه سيقتلها ،وان لم يقتلها فلكي يتمتع بالاعتداء عليها ،رفضت بثينة الاستسلام لكلا المصريين السوداويين ،كان ما يدفعها بقوة هو الانتقام من الرجل ،ستنتقم للاذى الذي سببه حتى وان كان اخر شيء تفعله ،انها لن تموت قبل ذلك ،جمعت شعرها المشعت خلف ظهرها بجزء من ثوبها الممزق ،واسرعت للباب تحاول فتحه بلا فائدة كان مغلقا ،بدات تفكر الغرفة صغيرة فيها فقط كرسيين طاولة ،وجهاز الكهرباء للتعذيب ،تذكرت ما قاله خالها نضال "كل شيء يمكن استعماله كسلاح فقط لو احسنا استغلاله "عادت لتفكر مجددا لما كان يعلمها تلك الامور ،ما الهدف ؟،فجاة انتبهت من اين كان يحصل على تلك الوثائق؟ لما لم تتساءل قبل ذلك؟ ،لما كان يواجه النظام؟ ،وميض عبر دماغها ،لقد كان يستغلها كل تلك الفترة كانت الدمية المتحركة ليبقى هو في الظل ،كان يواجه النظام باسمها هي كانت درعا بشريا له ،نفضت راسها وحركته بقوة وقالت "لا ابدا خالي يحبني ما كان ليفعل هذا "عاد دماغها للعمل مجددا اجابت على تساؤلها "لهذا دفعها للصحافة ،لهذا دربها وعلمها ،لذا جعل عقلها مخابراتيا ،لهذا علمها كيف تحلل قرارات السياسيين ،سقطت على الارض على ركبتيها صارخة "لا ابدا لا لايمكن هذا غير صحيح ،لابد ان لديه تبريرا ما "وقفت وقالت "وساحصل على التبرير" .....
اسرعت للطاولة حطمتها بالكامل وكذلك فعلت بالكرسيين ،كان في راسها فكرة ما ،وفي نفس الوقت احست بالراحة لتحطيمها الاشياء كانت تفرغ غضبها وانزعاجها ،وحزنها في التكسير ،لطالما علمت ان تحطيم الاشياء هو وسيلة لتفريغ الغضب والياس كذلك ،عرفت ان هذا بالدرجة الاولى ما كانت تفعله ،انتهت ولم يات الرجل لصوت التحطيم ،علمت انه ليس هنا ،لقد استعمل سيارتها بكل تاكيد ،انها لن تستطيع الابتعاد دون سيارتها ،فكرت الى اين الوجهة ان تمكنت من الهرب هي بالتاكيد لن تعود لمنزلها ،بهذه الهيئة من جهة ،ومن جهة ثانية سيكون المكان الاول الذي سيبحث فيه ذلك المجرم عنها،عليها ان تبعد والدها عن كل شيء ،سقطت على الارض على ركبتيها مجددا ،تشكلت في فكرها حقيقة مؤلمة "انها لن تعود لوالدها ابدا "،سمعت صوت محرك سيارتها ،توقفت السيارة وبعد مدة هذا المحرك ،وقفت "لقد عاد "نظرت الى الكراسي والطاولة المحطمين ،علمت انها فرصتها ،اخذت اضخم قطعة ووقفت الى جانب الباب ،فكرت ما تحتاجه هو فقدان الرجل الوعي ،ماكان ما قاله خالها قال لها مرة ان ضربات الراس القوية تؤدي الى فقدان وعي مباشر بقدر اذى الضربة ،قررت وهي تاخذ نفسا عميقا المكان هو الراس وبكل قوة ، كان الباب يفتح الى الداخل ،فتح علي الباب ،كانت بثينة واقفة بحيث خبا الباب المفتوح وجودها ،نظر علي للغرفة تجمد "هل هربت... اين هي ؟"قبل ان يستوعب شيءا كانت تنهال على راسه باقوى ضربة وبكل ما اوتيت من قوة وغضب وياس ،صرخ الرجل ودار اليها وقال "ايتها ....."عادت بثينة وضربت كتفه بذات القوة سقط علي ارضا ،كان الدم يسيل من راسه نظرت اليه باشمئزاز وقالت "اتمنى ان تموت " فتشت جيوبه اخذت مفاتيحها واسرعت للسيارة ،ركبتها وانطلقت باقصى سرعة ممكنة ،كانت تتنفس بسرعة ،كانت لاتزال مضطربة وهي غير مصدقة "هل تمكنت حقا من الهرب؟ " ......
سارت بالسيارة ،كان الظلام حالكا ،نظرت لساعتها كانت تشير الى العاشرة والنصف ليلا ،كانت وجهتها واضحة ومحدد الى منزل احمد ،ساعدها واقع انه يعيش بمفرده في شقته ،التى قام بكرائها لنفسه ليبتعد عن ضجيج عائلته الكبيرة ،كاد وقود السيارة ان ينفذ حمدت الله لوصولها قبل ان ينفذ كليا ،فكرت بسخرية انها تمنت لو لم تملا الخزان بالوقود قبل ساعات ،خرجت من سيارتها ،ودخلت العمارة ،وقصدت شقة احمد ،ضربت الباب بعنف ،وتمكنت من سماع صوت احمد يقول "انا قادم توقف قبل ان تحطم الباب "احست بالسرور لسماع صوته ،عندما فتح الباب صدم لما كان يرى ،حرك شفيته بذهول وهو ينظر اليها من راسها حتى اغمص قدميها "بثينة ؟....."
أنت تقرأ
رواية قلب واحد لكاتبة مريم نجمة
Romanceدخلت بثينة تحمل اوراق مقالها لرئيس التحرير ،رفع السيد صالح راسه ببطا ،تنهد وهو يرى الاوراق التى تحملها بيدها ،قالت "صباح الخير "رد بدون ابتسامة "صباح الخير ماذا تحملين في يدك ؟" ،شعرت بثينة ان رده ليس مشجعا البتة ،قالت بدون ان تبتسم "اوراق المقال ال...