الفصل الاول

756 13 0
                                    

خرجت بثينة من مكتب رئيس التحرير رافعة راسها ،كانت تمشي بثقة وكانها تتحدى الجميع ، وكانها تقول بان قرار الفصل لم يهزها ،ولم يؤثر فيها ،في الحقيقة كانت متاكدة ان الجريدة ومبيعاتها هما من ستتاثران بالدرجة الاولى ،اما هي فستجد منفذا اخر تنشر فيه مقالاتها على النظام وفساده ،وصلت الى مكتبها الصغير وضعت الاوراق على الطاولة وجلست على الكرسي ،بهدوء اتكات واضعة راسها في الخلف ،اغمضت عينيها للحظات ،عندما جاء زميلها احمد وقال "بثينة هل تشكين صداعا "فتحت عينيها للصوت وابتسمت وعدلت جلستها وقالت "اشكو الفصل "صدم احمد للحظات وقال "هل تمزحين ؟" ،وقفت واخذت حقيبتها واضعة اوراقها فيها وقالت "انا لا امزح احمد " قال "كيف فصلك رئيس التحرير وانت ابنة صديقه "قالت بثينة متابطة حقيبتها البنية "الحقيقة انه فصلني بافضل طريقة وجدها لا الومه "قال احمد "انا ايضا ساترك الصحيفة "قطبت بثينة جبينها كانت من الذكاء بحيث لم يخفى عليها حب احمد لها كان صديق طفولتها ،كانت تحبه حب اخويا صادقا ،وكانت تعلم انه درس في كلية الصحافة مع ان مجموعه كان عاليا فقط ليبقى معها ،مع انها حاولت اقناعه بتغيير اختياره لكنه كان اعند ،لذا فور تخرجها حرصت على ان يعين في ذات الجريدة التى ستعمل فيها ،رمقته بجدية وقالت "ما بك احمد هل تريد ان تتحول الى بطال ؟" قال احمد "ان رحلت فلا مكان لي هنا "قالت "ابدا انت صحفي ممتاز لايجب ان تترك الصحيفة انت ايضا ،انا ساتدبر امري تعرف ان معارف ابي كثر ،وسنظل نلتقي لاتقلق "فكر احمد وهم بالكلام فاسكتته بثينة قائلة "وربما قد اجد فرصة للعودة فقد يغير العم صالح رايه "،كانت تخدعه بهذا الكلام لكن كان اهم امر ان لا يترك احمد الوظيفة ،اخيرا تنهد وقال "حسن بثينة سابقى.... لكن لماذا فصلت؟ "فكر وقال "بالطبع المقالات...... انت وحدك تنفردين بالاثارة والتشويق اما انا فاهمش في صفحة الرياضة الكئيبة "ضحكت بثينة وقالت "عزيزي " ومدت يدها تصافحه وقالت "الى اللقاء الان " صافحها وقال "سارافقك ...." رفضت عرضه بلطف ،وغادرت مبنى الصحيفة ،عاد احمد لمكتبه فصادف ليلى سالته "هل صحيح ما سمعته ؟"سالها "وماذا سمعت ؟" قالت "يقال ان بثينة طردت " ،اراد ان لايخبرها لكنه عاد وقال "صحيح لقد فصلت "ردت ليلى "هذا امر مريع انها افضل الصحفيين هنا هل هو تقليص للموظفين ؟"ابتسم احمد لتخوفها وقال "لا تقلقي لن يطالك الامر مادمت تكتبين للمرضى النفسيين وصفحتك هي المشاكل الاجتماعية " قطبت ليلى حاجبيها وقد استوعبت الامر وقالت "رغم ان لاترى لها اهمية الا اني اساعد الكثيرين من اليائسين "تركها احمد فلم يكن في مزاج للمجادلة .....
ركبت بثينة سيارتها وقصدت منزلها ،عندما وصلت وضعت حقيبتها في غرفة مكتبها الذي كان مكتب والدها قبل ان تحتله بالكامل ،وصعدت لغرفته ،كان جالسا على اريكة يقرا في جريدة عندما دخلت عليه "سلام ابي "رفع راسه وقال "اهلا عدت مبكرا اليوم "قالت بثينة وهي تجلس على يد الاريكة "ابي العزيز صديقك لم يعد بحاجة لخدماتي "وضع الجريدة بهدوء على الطاولة ،ابتسمت فلطالما عرفت انها ورثت برودة اعصابها من والدها ،وقال لها "كيف يفعل امرا كهذا ؟"قالت ترد عليه وهي تاخذ الجريدة التى كان يقرؤها "هناك من يرغب في ان تبقى جريدته نسخة مكررة رثة لباقي الجرائد السطحية "سالها "ماذا تقصدين ؟"ردت عليه بطريقة اخرى "يمكنك القول ابي اني كنت القربان لبقاء الجريدة لقد ضحى بي "فكر الاب بينما تابعت تقول "لقد تلقى تهديدا اما انا او الجريدة وكنت الخيار السهل والاسلم " ،واعادت الجريدة ليد والدها وقالت "بسبب المقالات "سالها "لما لا تبدين منزعجة "قالت وهي تقف "كنت منزعجة عندما تركت الجريدة لكن في طريقي الى هنا فكرت بامر اخر ان مقالاتي تخيفهم لقد اثرت قليلا فيهم قد يكون الخوف من فقدان كراسيهم لذا تحركوا سريعا اليس هذا امر رائع ان اعلم اني احدث رد فعل هناك في تلك القلاع المحصنة "قال والدها "وهذا من جهة ثانية يعني انك اصبحت تماما امام اعينهم حشرة مؤذية "سارت الى الشرفة ووضعيت يديها على الدرابزين وقالت "ابي لا تخيفني مبيداتهم " وقف والدها وقال " انا امنعك من التقدم اكثر توقفي "التفتت اليه وقالت "ابي كنت جنديا سابقا لم يعرف الخوف طريقه اليك هل تعتقد اني ورثت عنك اسمك فقط " تقدم اليها وقال "انت ورثت العناد عن والدتك ولن اسمح لك بالمتابعة "ردت "انك لن تفعل شيءا .... في قرارة نفسك انت تعلم اني لست ضعيفة "سكتت وتابعت "انت من ارسل اخي للعمل في الجيش كنت تقول له طريقنا يجب ان يكون طريق حماة الوطن لقد سقط اخي وهو يدافع عن الوطن وعن تلك القيم التى حفرتها في قلبه منذ كان صغيرا الم تعلم اني اخذت عنك ايضا تلك الدروس "قال "لكنك فتاة "قالت مغيرة مسار الحديث "وارى انك تكبر الموضوع صحيح ان مقالاتي حركتهم لكني لااعتقد انهم سيقدمون على خطوة جريئة كالتخلص مني هذا تصرف شديد الغباء الاتقول انهم ليسوا اغبياء لن يلفتوا الانتباه بفعل كهذا"سالها وهو يعود لكرسيه "من علمك كل هذا ؟"قالت وهي تضحك "ليس انت بالتاكيد" سارت مغادرة الغرفة وقالت وهي تقف عند الباب "كنت ساكون اكثر فائدة لو عملت في المخابرات اليس كذلك" رفع والدها يده الى الوسادة الصغيرة ورماها بها وقال "ستجلطينني يوما"اخذتها بيدها ضاحكة وقالت "علي الاحتراس من غضبك " واعادت الوسادة لمكانها وغادرت الغرفة....

رواية قلب واحد لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن