الفصل السادس عشر
مرت ستة اشهر منذ اخر لقاء لبثينة مع علي في المشفى في ذلك اليوم قامت باتخاذ عدة قرارات فاصلة انتقلت الى منزلها واخذت نضال معها بعد ان ودعت والدة علي على عجالة ،اتصلت بصالح رءيس تحرير الجريدة التى كانت تعمل بها وعادت لعملها بعد ان اكدت له انها ستكتفي بالجانب الاجتماعي فقط ،كما وعدها سابقا فقد منحها صفحة كاملة كانت سعادته كبيرة لعودتها ذلك انه منذ مغادرتها الجريدة نزلت مبيعاتها لاكثر من النصف واجهت الجريدة عدة صعوبات لكنها استطاعت الصمود ،اعترفت بثينة اخيرا لنفسها ان علي كان محقا لم تستطع فعل شيء او تحريك ساكن رغم كل ما فعلته والتضحيات التى قامت بها كانت هي ققط الخاسرة ،الهاربون استقروا في بلد اجنبي بعد ان تنصلوا من كل القضايا كالشعرة من العجين وسترافقهم حباة البذخ طيلة ايام حياتهم يتفقون ما جمعوه في بنوك العالم ،كان علي محقا في كل شيء لم يتغير الراس وظهرت له اذرع جديدة ،قررت ان تهب حياتها لابنها وان تمنحه حياة عادية طبيعية هادءة وان تعلمه كل ما تعرفه انتهى عهد العملاء والمخابرات لغير رجعة.
خالها نضال اقام مع بثينة وابنها في منزلها وعاد لغرفته القديمة ، هو الاخر ترك عمله في تلك المنظمة لغير رجعة ،كانت بثينة رغم استقرارها تحاول نسيان علي لكنها دوما كانت تتساءل لما لم يحاول الاتصال بها ولا مرة واحدة ،هذا ما كانت تريده خاطبت نفسها وعادت تسالها اهذا حقا ما تريده ،كان خالها نضال يحدثها عن كل شيء الا عنه وكانه لم يكن يوما في حياتها ،كلما حاولت سواله كان لسانه يتوقف فشلت كان كبرياوها يمنعها وهكذا مرت الستة اشهر استقرار لابنها نضال الذى كان يكبر بسرعة كان صغيرا ذكيا بدا النطق قبل اوانه استطاع لفظ كلمتي ماما وبابا ،كانت بثينة تفزع عندما ينادي والده وكانت دوما تتساءل من علمه نطقها فهي قطعا لم تفعل ،تساءلت هل نسي ابنها علي وكان هذا السوال يقودها لسوال اخر هل نسي علي ابنه ؟
الخال نضال ايضا حظي بحياة مستقرة فتح مكتبا للتحري والاستشارات القانونية وكان يساعد في حل مشاكل كل من يقصد مكتبه ، قرر استعمال عقله في شيء نافع يحدث اثرا حقيقيا ملموسا كان قد سام من العمل الذي لا يقود لشيء واضح ،هكذا استقرت الامور في منزل بثينة الا شعورا بالفراغ كان يحاصر قلبها ويرفض الفكاك.
انهى رءيس البلاد حالة الطوارىء واستطاع كبح التمرد ومحاولات العصيان واستقرت الاوضاع لم يذكر في الاخبار شيء عن ما حصل في مكتب المخابرات تمت التغطية على الامر بنجاح وهكذا اختفى كل ما تعلق بالمكتب من قضايا لاشيء عن علي ولا عن بثينة ولا عن نضال ولا عن الرءيس الصمت طال كل شيء بقدر ما اراح الامر بثينة بقدر ما ازعجها انها دولة مبنية عن فساد في العمق من الصعب بل من المستحيل زعزعة الفساد ان ذلك يعني نهاية الدولة وهي لن تنتحي لا بمقالات ساذجة ولا حتى بعمليات تسبب حالة الطوارىء اسقرت الامور في عقلها على هذا النحو وطوت الصفحة للابد وكما كانت تردد على خالها عندما يسالها عن السبب لقد كانت تقول "لقد نضجت".
أنت تقرأ
رواية قلب واحد لكاتبة مريم نجمة
Romanceدخلت بثينة تحمل اوراق مقالها لرئيس التحرير ،رفع السيد صالح راسه ببطا ،تنهد وهو يرى الاوراق التى تحملها بيدها ،قالت "صباح الخير "رد بدون ابتسامة "صباح الخير ماذا تحملين في يدك ؟" ،شعرت بثينة ان رده ليس مشجعا البتة ،قالت بدون ان تبتسم "اوراق المقال ال...