العقل الظاهر والعقل الباطن أو الشعور واللاشعور هما وجهان لعملة واحدة، وظيفتان لعقل واحد فلا يوجد إنسان بعقلين، وكلنا عندنا عقل واحد ينقسم في عمله إلى قسمين: قسم نشعر به وندركه كل الإدراك ونتحكم به، وهو ما يسمى بالظاهر، وقسم يعمل في الخفاء دون أن نشعر به أو ندركه وهو ما يسمى بالباطن، وهذا القسم الثاني هو القسم المسؤول عن الوظائف اللاإرادية وردود الأفعال العفوية لدى الإنسان، والذاكرة(ذاكرة الاحداث)، وغيرها من الوظائف الخفية.
وإذا استعرضنا في عجالة طريقة عمل كل قسم منهما نجد أن العقل الظاهر يقوم بعمل الآتي :
l يستقبل.
l يفكر.
l يحلل.
l يقرر.
l يرسل.
أما العقل الباطن فيعمل بهذه الطريقة:
l يستقبل.
l يكثف .
l يجذب.
l يعتقد.
l ينفذ .
فمثلا :
تسمع امرأة وهي جالسة في مجلس من المجالس أن الرجال (خبثاء)
فتبدأ :
1- تستقبل هذه الكلمات كمعلومة، ثم تدخلها في حيز التفكير، فتبدأ تدير هذه الفكرة في رأسها، ثم تحللها فتقول لنفسها مثلا: هذا صحيح! حتى البرامج التلفزيونية تقول هذا، وفلانة تطلقت من زوجها لأنه يلعب، والرجال عيونهم زائغة، وهم أيضا معرضون لفتن كثيرة هذه الأيام، وبعد أن تنتهي من تحليلها ترسل نتيجة هذا التحليل إلى العقل الباطن، الذي بدوره يقوم باستقبال الفكرة وتكثيفها، فيكبرها دون تحليل، وتصبح الفكرة تؤرق صاحبها فهو يفكر فيها على أساس أنها حقيقة من المسلمات ولا يمكن نقاشها، ثم يبدأ بجذب ما يشبهها من الأفكار، فيبرز كل ما يصب في هذا الجانب من الإعلام والناس والظروف المحيطة، حتى تستوي الفكرة تمام الاستواء، ويعتقد أنها صحيحة وتصبح اعتقادا لديه، ثم يبدأ بتنفيذ تصرفات تترجم هذه الفكرة، كالحرص على مراقبة الزوج وتتبع علاقاته وإزعاجه مما يؤدي أحيانا إلى مشكلات كبيرة جدا دون أن يكون هناك أي سبب حقيقي سوى أن الفكرة أخذت دورتها الطبيعية الكاملة ...
وكما لاحظتم فإن العقل الباطن لا يفكر، وإنما يبدأ بطبخ ما يدخل فيه من أفكار، سواء كانت صحيحة أم غير ذلك، ولا يمكن تغيير رأي العقل الباطن في شيء ما بسهولة، لأنه يتخذ موقفه إزاءه بعد دورة طويلة للمعلومة، لذا فإن تدريب عقولنا يجعلنا أكثر تحكما في هذه الدورة من غيرنا، مما يمكننا من تغيير الأفكار الخاطئة في الوقت المناسب، وخصوصا بعد تعلم وسائل التحكم في العقل وضبطه وبرمجته، والتي تناولت مجموعة منها في دورة بعنوان برمج عقلك كانت الاولى في عمان من نوعها قبل اعوام.
أنت تقرأ
درب عقلك
Документальная прозаإذا كنتَ ستدخلُ سباقاً في الجريِ، فإنك حتمًا ستفكرُ في طرقٍ خاصةٍ لتدريبِ نفسِك وتمرينِ عضلاتِك حتى تستطيعَ تحمُّلَ السباقِ الطويلِ وحتى تخرجَ بنتيجةٍ من السباقِ. بهذا السطر بدأت الكتاب واللبيب بالاشارة يفهم .. عقلك ومخك اهم من عضلاتك ....
