5- وعلامَ ندرب عقولنا؟

113 9 0
                                    


ندرب عقولنا على أمرين يبدوان بسيطين، ولكنهما من الأمور التي يغفل عنها معظم الناس، وإذا توافر هذان الأمران في إنسان فإنه حتما سيحقق الفوائد السالف ذكرها وأكثر بكثير، هذان الأمران هما :

1- توسيع الآفاق .

2- المرونة.

توسيع الآفاق أمر مهم جدا، فليس من الصحي أن يبقى الإنسان في نفس الدائرة لفترة طويلة، فهذا يسبب ضعفا عاما في خلاياه العصبية، فالإنسان كائن متعلم ويرتكز في حياته على عملية التعلم، لذا فإنه يجب على الناس التوسع في المعرفة والنمو والتطور الدائم فيها، فهذه سنة كونية، فكل شيء في اتساع، فمثلما خلق الله الكون والمجرات من الانفجار العظيم الذي يصفه علماء الفلك في زماننا بعد أبحاث ودراسات لمئات السنين بأنه -أي الكون- كان نقطه فانفجرت، ومن هذا الانفجار تكونت كل المجرات، وهو في توسع دائم، وحجمه الآن يفوق حجمه الحقيقي بملايين المرات، ويقول المولى عز وجل في سورة الذاريات الآية 47 {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } ، كذلك العقل أيضا، يولد خاليا فنبدأ بتوسيعه بالتعلم، وصدق رسول الله e إذ قال "اطلب العلم من المهد إلى اللحد" ففي هذا دعوة لتوسيع المدارك وإقامة العقل وفقا للسنة الكونية، سنة التوسع، فالإنسان لا بد له من التوسع في العلم كي يتوافق مع السنة الكونية في التوسع ، ولولا توسعنا في العلم لما كنا توصلنا إلى هذه التكنولوجيا العظيمة التي نراها في زماننا هذا.

أما المرونة فهي أمر حتمي لتحقيق حياة سعيدة وممتعة، فالإنسان المرن هو الإنسان الذي يعرف في صميم نفسه أن الناس مختلفون، وأن الحياة متغيرة، فيحاول بكل جهده أن يتوافق مع الحياة والناس دون التخلي عن مبادئه طبعا، فيصل إلى التوافق و الانسيابية والسلاسة في العلاقة مع الناس ومع جميع معطيات الحياة.

وهذان الأمران يتحققان بسرعة أكبر لمن يبرع في تدريب عقله وتمرينه على التغير والتنوع، مما يقوي شبكاته العصبية ويجعلها أكثر تعقيدا وتشابكا، مما يزيد من مرونته في تكوين شبكات جديدة وإزالة شبكات قديمة مسؤولة عن عادات خاطئة، فيتمكن بذلك من تحقيق مايسمى بالسيادة على الذت أوالتحكم في الذات.

درب عقلكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن