3.7- ذكر الله وتسبيحه كثيرا وخصوصا الاستغفار.

80 5 0
                                    

 ذكر الله وتسبيحه كثيرا وخصوصا الاستغفار.

ذكر الله عز وجل من الأمور الطيبة والإيجابية جدا، ومثلما ذكرنا آنفا فإن العمل الطيب يصدر ذبذبة طيبة تقوم بدورها بتنقية مجالات الطاقة، وضبط ذبذبات العقل لينشط أكثر وأكثر، والذكر من أطيب الأمور، وكما يقول المولى عز وجل : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28،

والأذكار كثيرة، وهي كلها مفيدة من الناحية العقلية لما لها من تأثير إيجابي على الطاقة والنفسية، ولكن للاستغفار تأثير خاص يتعدى الجسد وكسب الحسنات إلى تحسين جودة الحياة والتأثير الأممي على بقعة جغرافية أو عرقية معينة، ويكفي أن توبة رجل واحد كفيلة بأن تغير حال أمة، كما في قصة مذنب بني إسرائيل الذي عصى الله 40 سنة

حيث ذكر ابن قدامة في التوابين قصة في بني إسرائيل أن موسى عليه السلام خرج يوماً يستسقي، فلم ير في السماء قزعة- أي: سحابة- واشتد الحر، فقال موسى: يا رب! اللهم إنا نسألك الغيث فاسقنا، فقال الله جل وعلا: يا موسى! إن فيكم عبدي يبارزني بالذنوب أربعين عاماً، صح في القوم وناد إلى العباد: الذي بارز ربه بالذنوب والمعاصي أربعين عاماً أن اخرج، فقال موسى: يا رب! القوم كثير والصوت ضعيف فكيف يبلغهم النداء؟! فقال الله: يا موسى! قل أنت وعلينا البلاغ، فنادى موسى بما استطاع، وبلغ الصوت جميع السامعين الحاضرين، فما كان من ذلك العبد العاصي -الذي علم أنه المقصود بالخطاب، المرقوم في الكتاب أنه ينادى بعينه بين الخلائق، فلو خرج من بين الجموع، عُرف وهتك ستره وانفضحت سريرته وكشفت خبيئته- فما كان منه إلا أن أطرق برأسه وأدخل رأسه في جيب درعه أو قميصه، وقال: يا رب! اللهم إني أتوب إليك فاسترني، اللهم إني أتوب إليك فاسترني، اللهم إني أتوب إليك فاسترني. فما لبث موسى ومن معه إلا أن أظلهم الغيم وانفتحت السماء بمطر كأفواه القرب، فقال موسى: يا رب! سقيتنا وأغثتنا ولم يخرج منا أحد! فقال الله: يا موسى! إن من منعتكم السقيا به تاب وسألني وأعطيته وسقيتكم بعده، فقال موسى: يا رب! أرني ذلك الرجل، فقال الله جل وعلا: يا موسى! سترته أربعين عاماً وهو يعصيني أفأفضحه وقد تاب إلي وبين يدي؟

ويقول المولى في كتابه العزيز: ))فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً{13} وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً{14} )) نوح، ويقول أيضا: ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إلى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ{52}))هود، وكثرة الاستغفار تضمن لنا تنشيط المخ من خلال الذبذبة الإيجابية للذكر والتوبة، وهي أعمال ذات تأثير عالٍ جدًا على العقل البشري، فكثرة الذنوب مثلا تُضعِف العقلَ كما في القصة الشهيرة للإمام الشافعي، الذي نظر مرة في السوق إلى جزء صغير من كعب امرأة فاختل عنده الحفظ، وضعفت الذاكرة، فذهب إلى شيخه وكيع يشكو له، فنصحه بالابتعاد عن المعاصي، فقال شعرا:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي

فأرشدني إلى ترك المعاصي 

درب عقلكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن