⁵⁹. قادمـةٌ إليـك!

230 24 19
                                    


كان الوقت سليلاً كالسيف عند عبوره غمد الزمن، كذلك كانت الساعات عندما مرّت أمام أربعتهم بسرعة.

تايهيونغ أُحيل إلى غرفةٍ خاصة تليق بالشخصيات المرموقة، و عندما حضرت والدة جونغكوك لترى سبب تواجد ابنها في المستشفى تفاجأت بوجود ابنها الآخر و الذي ظنّته ميتاً لأربع سنواتٍ إلا بضعة أشهر.

كانت امرأةً هيفاء، سحنتها توحي بحربٍ ضارية تخوضها مع منتجات محاربة علامات تقدم السن، بضع خطوطٍ رفيعة من التجاعيد تُجاهد للظهور جانب عينيها، كانت عيناها شبيهةً بعينيّ جونغكوك بينما كان الأنف و تشكيلة الوجه من نصيب تاي، من يراها يعلم جيداً بأنها والدة الشابين لا محالة.

ترتدي معطفاً يصل لركبتيها من الفرو الأسود، و شعرها مرفوع على شاكلة كعكة مبعثرة كالمراهقات

أو تحاول أن تبدو كذلك!

صوت خطواتها التي يحدثها كعبها الممشوق و بختها المائل يجذب أنظار من يتواجدون في الممرات، من الجنسين دون استثناء، و مستحضرات التجميل التي تغلف وجهها تجعلها فاحشة الجمال.

و حقيبتها الصغيرة توحي بمدى بذخها.

عندما أخبرها جونغكوك بأنه وجد أخيه كانت ترمقه بعدم تصديق وغضب؛ ظنته يحاول التملص من شرح الموقف الذي تسبب في دخوله المشفى

لكنه كان بارعاً في الكذب كفاية ليخبرها بأنه وجد تايهيونغ فاقداً للذاكرة منذ أسابيع و قام بالإشراف على مراقبته ومجتلسته حتى تذكره وعادت إليه ذاكرته

أوهمها بأن تاي كان فاقداً لذاكرته كل تلك السنوات وعاش بعيداً عنهم، في فرنسا، و عندما قدم إلى كوريا للسياحة هو قد التقاه صدفة وبحث عنه و علم سبب إختفائه كل تلك المده.

و لأن والدته غبية نوعاً ما هي صدقته، و قامت عينيها بذرف أطنانٍ من الدموع، متأثرةً بالقصة التي اختلقها جونغكوك.

سعيدة جداً بعودة ابنها الكبير.

عندما دلفت إلى غرفته التي يخضع للمراقبة العلاجية فيها وقفت تتأمله للحظات قبل أن تخطو أول خطواتها باتجاهه

من فرط سعادتها باتت غير قادرةٍ على التقدّم، لم يستطع عقلها استيعاب الموقف و تصديقه، و قلبها ينبض بعنف كأنها في ماراثون سباق مع الثيران.

انبجست عيناها مرةً أخرى و غطّت فمها بكفها تكتم شهقاتها، كانت جُلّ دموعها من أجل الفرح ليس إلاّ.

وضعت حقيبتها جانباً على المنضدة التي تتقدم الأريكة الموضوعة جانباً في الغرفة و تقدمت نحوه بخطواتٍ متوترة

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن