₃₃. نادينـِي دَادِي؟! .

650 44 38
                                    

***

بحـالةٍ مُنـزعجة، و حلـقٍ جـاف، استيقـظ تـاي فارِكـاً عُنقـه و بالتحـديد مـوضـع حُنجـرته؛ راغِبـاً بالمـاء و إرواء نوبـة العطـش التـي تعتريـه.

استقـام عـن مضجعـه مُغـادراً السـرير نحـو المطبـخ، بعـد أن تحـسّس إبـريق المـاء الفـارغ المتموضـع إلـى جانـب السـرير. لحظـات حتّـى أدرك عـدم تواجـدها إلـى جانبِـه، استـدار يُناظـر مكانهـا الفـارغ على سريرهـا لتُخبِـره أشعـة الشمـس الصـارخة بشـدة مـن وراء الستـائر _التـي لـم تقُـم ميـن جِـي برفعهـا مـن أجـل استمـرارِه فـي النـوم_، بأنّ الوقـت أصبـح منتـصف النهـار، على مـا يبـدو.

لوهلـة، استنتـج بأنهـا تقطُـن الآن فـي المدرسـة، فـركَ شعـره بعبثيـة و أجبـر نفسـه على مواصلـة الاستيقـاظ واللحـاق بهـا، حيـث مدرستهـا، بعـد أن انتهـى مـن تنـاول الفطـور و شُـرب المـاء.

مـا إن وصـل إلـى المدرسـة، حتّـى تسلّـق بوابتهـا الكبيـرة، مُجتـازاً إياهـا نحـو الداخـل، حيـث كـان الطـلاب محتشـدين، فتـرة تنـاول الغـداء.

اجتـاز الوفـود المتكتّلـة على جنبـاتِ ساحـة المدرسـة، باحثـاً عنهـا بعينيـه بيـن الحشـود، ليتوجّـه أخيـراً نحـو قاعـة الطعـام بعـد مـروره على فصلهـا، ليجدهـا تجلـس برفقـة 'هـي سـو' بينمـا تتنـاول طعامهـا بسعـادة، أثنـاء مراقبتهـا لصديقتهـا التـي تصُـبّ جـام تركيزهـا فـي مُراقبـة ذلك الــ ' جـي سـونغ' خفيـة، ظانّـةً منـه أنـه لـن يلمحهـا؛ مـع كُـل الجلبـة التـي تفتعلهـا بنظراتهـا وملامحهـا أثنـاء المراقبـة.

أفتـرَ قهقهـةً ساخـرة؛ لحـال المراهقيـن الـذين يبـدون عليـه، و طيشِهـم، غيـر مُتنّبهيـن لأهـوال الحيـاة القـادمـة.

بينمـا تدنـو ببصرهـا نحـو الشطيـرة بيدهـا، مُتأهّبـةً للقضـم منهـا، فاجئهـا ملمـس كـفٍّ تمسـح على شعرهـا بحنـان، ولـطف، رفعـت رأسهـا لتلمحـه، و تحـت نظراتهـا المدهوشـة مـن لحاقـه بهـا إلـى هُنـا أومأت لـه بالجلـوس إلـى جانبهـا على الطـاولة، حيـث كانـت صديقتهـا مُقابلةً لهـا مـن الجهـة الأخـرى.

أمـالت كفّيهـا برفقـة الشطيـرة نحـوه؛ تقتـرح عليـه مُشـاركتها الغـداء. ابتسـم لهـا مع إيمـاءةٍ طفيفـة بمعنـى ' لا شُكـراً '، رافِعـاً كفّـه نحـو وجنتهـا يمسـح عليهـا بلُـطف، و يُناظـرها بعُمـق؛ مُسـبّباً لهـا رعشـةً فـي دواخلهـا، و شعـوراً غـريبـاً يختلِـج عُمقهـا؛ ممّـا أدّى إلـى التفاتهـا للأمـام مُجـدداً و معـاودة مضـغ الشطيـرة بصمـتٍ، و ارتِبـاك.

لـم يكُـن هـذا الموقـف ليمُـر دون أن تبحـث لـه 'هـي سـو' عـن استفسـار؛ لـولا انشغالهـا بالتحـديق نحـو فتاهـا الجـديد، متجاهلـة وجـود الأخـرى... أو الجميـع بحـق.

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن