⁶³. هل فعلنـاها؟

302 22 9
                                    

‏"لولا أن الخيط مستقر في عمق الشمعة لما استطاع إحراقها، و كذلك نحن، لا يحرقنا إلا من تسلل إلى أعماقنا."

هكذا قال أبراهام هيشيل، وهكذا كان تاي يحرق أعماق مين جي.

لم تمضِ تلك الليلة على خير، فبعد أن هربت و وصلت إلى منزلها مستقلةً الحافلة، بعد كسرها لزجاج شرفة تايهيونغ، وجدت بأن والدها ينتظرها على متن سريرها عندما تسللت إليها عبر الشرفة.

لم تكُن صدمتها صغيرةً أبداً.

لم تستطِع التحدث لدقائق، دقائق طويلة.

" أين كُنتِ؟"
سأل والدها، بنبرة غاضبة.

" عند هي سو.."
تحدثت بما استطاع لسانها الكذب بشأنه في تلك اللحظة، لكنها تلقّت صفعةً مدوية، جعلتها تخِرّ جاثيةً على الأرض.

ذلك الصوت جعل السيدة يون تركض عبر السلالم نحو الأعلى، ما إن وصلت حتى وقفت كحدٍّ فاصلٍ بين الأب وابنته

" ما الذي تقوم بفعله، يون سونغ جو؟"

لم تكُن تسأله، بل وبخته.

يون سونغ جو، هذا كان اسم والد مين جي.

"لا تتدخلي بيني و ابنتي؟"
هسهس بينما يدفعها جانباً.

كانت مين جي ترتعد من الخوف، جاثيةً على الأرض، و دموعها تأبى التوقف.

لم تستسلم السيدة يون، و عادت للإمساك به عندما كاد يلتقط مين جي من تلابيبها .

" لن تُسرّ والدتها إن علمت ما تفعله بابنتها"

حاولت اخافته بزوجته السابقة، لكنه لم يتزحزح.

"لقد تغاضيتُ عنها كل تلك السنوات، لأنها صغيرة آنذاك، لكنها أصبحت تُجالس الرجال و تبقى في منازلهم، بل وتتسلل إليها أيضاً"

ما إن فهمت مين جي ما يرمي إليه والدها حتى تيبّست كل خليةٍ في جسدها، كانت تظنه غافلاً كل هذه المدة فقط لأنه كان بعيداً عنها، لكنه كان يراقبها، أو بالأحرى وظّف أحداً لمراقبتها.

"لا أريد ابنةً عاهرة"

رمى بحديثه كسهمٍ مسموم اخترق قلبها قبل مسامعها

لم تكُن عاهرة، و لن تكون يوماً... هي فقط تسعى لاسترجاع ما يخصها

و تاي هو أحد الأشياء التي تخصها بالفعل.

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن