₃₂. مُـبـتــــذَل؟! .

513 47 66
                                    

***

بادلتـه القُبـلة رغـم الألـم الـذي تشعـر بـه ضـد شفتهـا، لتشعـر بأسنانـه تنسـلّ مـن على سفليتهـا، لتباغتـه بإحكـام قواطعهـا على شفتِـه السفليـة بقـوة، ممّـا أدّى إلـى ثقبهـا كمـا حـال شفتهـا.

برغـم الألـم الـذي شعـر بـه إلّا أنـه ابتسـم ضـد خاصتهـا، منتظـراً المزيـد مـن ملامسـات ثغرهـا ضـدّه.

ما إن تذوّقـت ذلك الطعـم الحديـدي للدمـاء التـي تنزفهـا سُفليتـه، حتى ابتعـدت بذُعـر وقـرف، تحـاول بصـق ما وصـل إلـى فمهـا جانبـاً.

عـادت لتُقابـل سِحنتـه، لتجـده يدنـو منهـا، مقتربـاً من وجههـا، يبتسـم جانبياً بينمـا شفتـه تنزف، و وجنتـهُ مزيّنـة بخـدوشٍ طوليـة، كانـت هي مصدرهـا، ممّـا جعلـه يبـدو بشكـلٍ قاطـع أحـد أولئـك الشبّـان السيئيـن مـن عصابـات المافيـا.

"مـــاذا الآن؟ "
أردف بنظـراتٍ متحديـة، و نبـرةٍ ساخـرة.

"هـل تحـاول إغتصــابي كمـا الأمـس؟"
صرخـت بصـوتٍ مذعـورٍ و راجـف؛ دلالـةً علـى أن الكيل معها قد طفح، بسـبب تصرفـاته الهوجـاء و عـدم مراعـاته لهـا.

قـوّس حاجبيـه باستفهـام لينبـس بغيـر تصديـق
" هـل حـاولتُ الإعتـداء عليكٍ بالأمـس؟ "

أطلقـت بكـوةً صاخِبـة، تؤنّبـه بيـن شهقاتهـا عن فعلتـه تلك، و عـدم إنقـاذها مـن براثيـن ذلك المسـخ.

أرخـى وثـاق كفّــيه عـن ذراعيهـا، و قـام بمسـح دموعهـا و المسـح على رأسهـا و مواسـاتها بينمـا يسـألهـا بنبـرةٍ أحـنّ مـن سابقاتهـا...

" مــاذا تقصـدين بالمسـخ، ميـن جِـي؟"

لـم تتـوانى ميـن جِـي عـن إخبـاره خـلال بكائهـا عـن المسـخ و مرافقتـه لهـا منـذ الصِغـر، و كيـف أنهـا تتحمّـل شتّـى أنـواع التعذيـب منـه دون النبـس بحـرف خوفـاً مـن إعـادة تأهيلهـا فـي المصحـة العقليـة مـن قِبـل والديهـا، كالسابـق!

لـم يُنكـر بأنـه قـد شعـر بالشفقـة تجاههـا؛ لمُعاناتهـا، قبّـل رأسهـا وقـام بـالــدنـو منهـا و احتضـانهـا حتّـى أختفـت بيـن ذراعيـه؛ لضآلـة حجمهـا بالنسبـة لـه، واعـداً إيّاهـا بأنـه سـوف يحميهـا و يحـرص على البقـاء بجانبهـا مهمـا كلّفـه الأمـر.

بينمـا كـان تـاي يُـربّـت على ظهرهـا أثنـاء احتضـانه إياهـا كـانت مين جـي تتخبـط فـي قرارهـا بالصفـح عـن فعلتـه المُشينـة ليلـة الأمـس أم لا، لكـن كلمـاته الخافتـه و وعـوده التـي يطلقهـا بنيـة حمايتهـا كـانت كالتهويـدة التـي أطفئـت جـام غضبهـا و ذُعرهـا، ممّـا جعلهـا تصفـح عنـه وتمـدّ يديهـا أخيـراً لمُبـادلتـه الحضـن.

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن