⁵³. كالفتيــاتِ الراشـدات؟! .

220 25 20
                                    


انتصف النهار، و توالت الحصص حتى انتهى الدوام، عادت مين جي برفقة تاي الذي يحمل معه سعادةً عارمة؛ تكاد من فرطها تنتشل أقدامه عن الأرض ليطير في الهواء.

لاحظت مين جي ذلك، و أُصيبت بعدوى سعادته، تشعر ملياً بأنها صنعت شيئاً عظيماً في حياتها؛ و هي بالفعل قد صنعت ذلك.

أن تكون سبباً في سعادة شخصٍ ما... لهو شيءٌ يبعثك على الشعور بإنجازٍ يُضاهي في عظمته كمن أسعد الناس جميعا.

عادا إلى المنزل بواسطة الحافلة، لكنهما لم يجدا أي مقعدٍ من أجل الجلوس عليه، فقط اكتفيا بالوقوف، بينما كان تاي محاوطاً صغيرته، كأنه يحتضنها؛ حفاظاً عليها من أي لمسات طائشة لكون عدداً من التلاميذ كانوا يقفون إلى جانبها.

"واه! يا للمتعة... والدايّ غير متواجدان في المنزل، لنحتفل قليلاً بمناسبة لقائك بجونغكوك"

نبست مين جي بمرح، بينما تمسك حقيبتها بكفها و شرعت تدور حول نفسها بضع مرات.

قهقه تاي على تصرفاتها الغير ناضجة، قام بسحبها في عناقٍ جانبي بواسطة ذراعه، مما جعلها تدير وجهها ونظرها إليه متعجبة.

" لن نحتفل عزيزتي، بل سنقوم بمهاتفة السيدة لي نابي و نقوم بدعوتها للمجيء و التخلص من ذلك الكيان"

فغرت فيها قليلاً تُفكر، ثم ما لبثت أن أقترحت عليه من أجل التأكد في تنفيذ ما قاله..

" انتظر... سأقوم بالاتصال بوالديّ و أتأكد من عدم مباغتتهما لنا في أي لحظة، يجب علينا إخلاء الجو كاملاً من أجل الجدة لي نابي"

اومأ تاي مؤيداً، و هي شرعت بالتنفيذ.

لحسن الحظ أجاب كلاهما بأنهما سيتأخران هذه الليلة، أيضاً قاما بتوصيتها بأن تأكل جيداً و لا تفتح الباب للغرباء، و الكثير من التوصيات اللواتي دائماً ما يقومون  بتكريرها على مسامعها.

زفرت بعمق بعد إغلاقها للهاتف، ثم صعدا نحو غرفتها، أخذت رقم السيدة لي نابي وشرعت في محادثتها لتخبرهم بأنها ستصل في غضون نصف ساعه على الأكثر، إن لم يتعرقل طريقها و يحدث و أن تعلق في زحمة السير المعهودة دائماً.

خلعت مين جي معطفها لترميه حتى أقصى غرفتها، تحت أنظار تاي المتململة من تصرفاتها الدائمة على هذا النحو، بينما يستمر هو بتنظيف غرفتها و ترتيبها على الوجه الأكمل؛ تفادياً لتوبيخات زوجة والدها، السيدة يون.

" متى ستعقِلين، مين جي..؟"

نبسها بيأسٍ، متنهداً.

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن