Part one ● ْإِلَى البَيْتِ وَ لَيْسَ لِلْمَنْزِل

777 43 8
                                    

•••
ـــــــــــــــ ـــــــــــــ ـــــ ــــــــــــــ ــــــــــــــــ

لا بأس في بعض الأحيان أن تنسى من تكون.. لكن كل البأس أن تستبعد من هذا الكون..

ــــــــــــــــــــــــــــــ /\ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" يجب أن أعود.. مجددا... لكن إلى أين؟.. "


صوت هادىء يكاد يسمع مع بحة خفيفة صدر عنها بينما هي سارحة تسند رأسها إلى النافدة..

تجلس داخل غرفة واسعة ذات طراز قديم فاخر بجدران عاجية وأثاث أبيض..

لظلمتها وبرودتها تبدو منعدمة من الحياة... لولا صوت الموسيقى الهادىء المتناغم مع وقع المطر الصاخب بالخارج... لن يخيل لك بأن أحدا يجلس هنا يحتظنه الظلام في غزلة غريبة..

غرة شعرها البني المحمر الغير متساوية تتساقط على عينيها بلون البن الغامق لقتامتها تبدو كأن النجوم و الليل سكبا بداخلها...

بأصابعها النحيلة الشاحبة تقلب صفحات الكتاب حينا والآخر تبعد شعرها بشرود..

ملابسها وطريقة جلوسها.. حتى تعبيرات وجهها كانت تبدو كأنها لوحة فنية قديمة أو رسمة لفنان هائم في الخريف.. في شهر أكتوبر.. وفي الأبيض والبني..

لكن ذلك الشعور الثقيل حولها كان كأحد كتابات شوبنهاور.. أو إحدى لمسات فرشات إدفارد مونش... فلم تشبه الشمس بلمعانها أو القمر ببريقه.. كانت كالأرض وترابها...

توقفت عن القراءة للحظات ثم بدأت تعد الصفحات التي تبقت لها لتنهي الكتاب... ترمش بعينيها الذابلة ولم تكن أفكارها معها...

أغلقته لتضعه بجانبها وتطفىء الموسيقى..

ثم تقف من مكانها بجسدها النحيل و الطويل والذي أصبحت إنحناءاته واضحة بسبب الفستان الأبيض الحريري الرقيق الذي ترتديه..

بخطوات صامتة وحركة خفيفة... كانت تجوب غرفتها بهدوء على أصابع أقدامها... كأنها تخاف أن توقظ شخصا ما... ولم يكن هناك أحد معها رغم ذلك...

إختفت عن الغرفة لبعض الوقت.. لكنه لم يطل لتخرج من الحمام بشعر مبلل و منشفة تحتضنها مطوقة خصرها...

جلست فوق السرير ومدت يدها نحو أحد الأدراج لتخرج منه معقما وبعض الضمادات..

بخفة قامت بلف الجروح المتوزعة على كل من دراعيها ويديها وحتى ساقيها تغطيها بضمادات بيضاء...

وكأن الأمر عادي.. وكأن تلك الجروح اصبحت جزءا منها...

نهضت مرة أخرى وأخيرة... ترتدي ملابس طويلة واسعة محاولة صرف جسدها عن البرد الذي لا يريد إعتاق حريته... تقوم بجدل شعرها وتخبأة ملامح وجهها وعينيها تحت غرتها...

𝓢𝓲𝓷𝓪𝓶𝓸𝓷 𝓛𝓲𝓹𝓼 ¦¦ شفاه القرفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن