Part six ● ْبَيْنَ الحَشْد

191 27 3
                                    


ـــــــــــــــ ـــــــــــــ ـــــ ــــــــــــــ ــــــــــــــــ

أنت سرقتي قلبي وأنا قمت بسرقتكي.. ألم أخبركي بأني أؤمن بالقصاص كإيماني بعشقكي..

ــــــــــــــــــــــــــــــ /\ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بينما تقف في الشرفة تشاهد الناس بالأسفل... ريح بَلِيلٌ مرَّ بها مداعبا خصلات شعرها بمِهْدَاج جالبا معه مشاعر غريبة....

شعور سيء كان يراودها منذ وصولها بالأمس..

لطالما إمتلكت حواسا قوية... ولطالما خافت منها وتجنبت الإستماع إليها... لكن الألم في معدتها ونبضات قلبها لم تكن لتهدأ إلا بعد أن يقع ما تخشاه...

صوت طرق خفيف على الباب جعلها تخرج من شرودها لتنطق بنبرة هادئة ولا تزال نظراتها شاردة في الخارج...

"تفضل.."

فتح الباب ليدخل شخص ما و دون أن تلتفت عرفت من صاحب صوت الخطوات تلك...

من غير إيزان...

إستدارت لتقابله بأعين دابلة و ملامح متعبة...
كان المرض واضحا عليها حتى أنها لم تكلف نفسها عناء التحدث أو سؤاله عن سبب قدومه...

لذا وحين طال الصمت تحدث و بأسلوبه الدبلوماسي كالعادة كان يعطيها وجهة نظر كي تستمع إليه ولا تتجاهله...

أو على الأقل كي يحاول جعلها تقتنع بكلامه....

" بما أننا ذاهبون إلى حفل... فأظن أنكي تحتاجين إلى ملابس مناسبة.. "

ابتسمت بجانبية تنظر لكيس الملابس الذي يبدو من علامة تجارية غالية...

هي تدرك أن والدها من طلب منه أن يختار لها ملابس مناسبة للحفل... فالجميع و هي من بينهم يعلم أنها لا تحب أن تكلف نفسها عناء المظاهر وستكتفي ببدلة واسعة بلون هادىء مع حداء بكعب عالي دون مكياج...

فلا داعي للربيع بدون أزهار... ولا داعي لتجملها أمام البشر ما دامت لا تطيق التواجد بينهم...

تقدمت منه بخطوات ثابتة تأخد الكيس منه و أول ما لفت نظره أنها حافية القدمين...

عندما كانت طفلة لطالما إعتادت نزع حدائها والتجول في الشركة حافية غير آبهة لأحد.. و على ما يبدو أنها لا زالت كذلك...

الأمر يبدو كأنها تمتلك عداوة مع الأحدية والملابس السوداء...

حملت الكيس تتفحص ما يحتويه وقد تكشر أنفها بإنزعاج... بينما هو كان يتفحص ملامحها بإستلطاف من إنزعاجها...

إبتسم بإشراق لينحني لها بنبل يتحدث رافعا رأسه تجاهها ومازال بنفس الوضعية..

"أتمنى أن تسمحي لي بمرافقتكي الليلة آنستي.. "

𝓢𝓲𝓷𝓪𝓶𝓸𝓷 𝓛𝓲𝓹𝓼 ¦¦ شفاه القرفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن