Part Fourteen ● ْخُطُوَاتٌ تَحْتَ المَطَر

355 26 24
                                    

ــــــــــــــــــــــــــــــــ♡ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



في طفولتها عندما كانت تشاهد المسلسلات والأفلام ذات الطابع الرومنسي في التلفاز و أول فكرة تراودها أنها قصص خيالية وكلها كذب...

يستحيل أن توجد مثل هذه الأشياء أو الأشخاص في الحياة الواقعية....

لم تصدق حتى بوجود الحب أو زواج مثالي دون مشاكل...

فما كانت تشاهده بواقعها كان كفيلا بتحطيم أي صورة جميلة تبنيها حول الحب و الزواج... الدخول بعلاقة صداقة فقط كان أشبه بتحدي بالنسبة لها...

قد صادف في أحد المرات أن سأل إخوتها والديها اذا حصلا على شهر عسل أو أي رحلات رومنسية من قبل...

وكأنهم يثبتون وجهة نظرها أجابو بالنفي و أنهما لم يسافرا ولا مرة واحدة مع بعضهما... حتى عيد زواجهما لا يتذكرانه أو يعطيانه أي إهتماما...

لطالما كانت شخصا يخاف الخدلان والرفض... دائما ما تركز على التفاصيل الصغيرة حولها و تحاول قدر الإمكان أن تكون لطيفة ومراعية لمشاعر الجميع.. لكن أطراف أصابعها ترتعش بضعف في كل مرة تفكر أنه قد ينتهي بها الأمر يوما ما بزواج مثل والديها...

كحساء محترق بدون ملح أو توابل ...

الكثير من الشجارات والمشاكل ودائما ما تكون لأسباب تافهة... فور أن يخرج الأب من المنزل تبدأ الأم بالتحدث عنه بالسوء حيث تعطي أطفالها نظرة سيئة عنه فلا يمكنهم بعدها إتخاده كقدوة أو حتى أب يعتمد عليه..

تتحطم صورة الأب المثالي في أعينهم وتكون ثاني صدمة لهم... بعد الصدمة الأولى والتي تكون رؤية والدك يستنقص والدتك ويصرخ عليها بينما هي منهارة بالبكاء أو خائفة حتى من الكلام...

أما الضياع فهو ليس أن يتم تخييرك بين أمك وأبيك في المحكمة....

بل الضياع أن يتصالحا بعد أن جعلاك تعيش في حرب ضد مشاعرك ونفسك متمنيا طلاقهما وخلاصك من هذا العداب...

ثم تدرك أن مشاعرك و ألمك لا أهمية له عندهم وأن الشيء الوحيد الذي يهمهم من يفوز بالحرب ومن يتنازل أولا ويعتدر... عندها تدرك أنك مجرد شيء لا قيمة له... بعد أن كنت محتارا من تكره... تحتار اذا يجب عليك حتى أن تستمر بالتجاهل وحبهما أو تكره كلاهما...

اذا كانا يعلمان أنهما سيتصالحان لما أدخلوهم معهم في شجارهم من البداية؟!... أليسو عاقلين بما يكفي ليعرفو ان ذلك غير مناسب لأطفال أكبرهم لم يتجاوز الثانية عشر من العمر؟... هم من سببو لها هذا الخوف وصنعو عقدها النفسية...

ولأنهم لا يؤمنون بالأمراض النفسية بدل الضمادات كانو يضعون ملحا على جروحها ويستهينون بمشاعرها...


𝓢𝓲𝓷𝓪𝓶𝓸𝓷 𝓛𝓲𝓹𝓼 ¦¦ شفاه القرفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن