Part nine ● ِسَقَمُ القَلْب

177 28 3
                                    

•••
ـــــــــــــــ ـــــــــــــ ـــــ ــــــــــــــ ــــــــــــــــ

عد للعشرة.. أو للمئة.. أو للألف.. حتى للمالانهاية.. أنا هنا ولن أتغير.. لست غبارا يزول..

ــــــــــــــــــــــــــــــ /\ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في تلك الليلة قبل رحيلها كان هادئا جدا.. ولأول مرة بحياته يصيبه الأرق.. سارح في الفراغ.. تتراود في عقله صورة الخريف من الحين إلى الآخر.. يشم رائحة القرفة مع نسمات الرياح المختلطة بالزنجبيل..

هناك بين أفكاره المبعثرة.. تتزاحم مع ذكرياته السيئة التي تستمر بتعكير سلامه.. كانت ذكرى أول لقاء له بها تسطع كآخر اللحظات لنجم هاوي.. قد يفعل أي شيء لإبقاءها..

لكنه سيتركها لترحل بعيدا عنه كي لا يخسرها..

استقام من فراشه يعد خطواته للخارج.. فحتى النوم قد فارقه.. لذا ذهب باحثا عنه.. وتحت ليلة مرصعة بالنجوم.. وجدها تجلس..

جفونها القمر وعيناها النجوم..

اقترب منها دون أي تردد بخطوات ثابتة يجلس بقربها.. لكنها لم تلاحظ وجوده لشرودها.. وذلك لم يخفى عليه..

ذلك النوع من الشرود الذي يصاحب ملايين الأفكار.. بأعين متعبة وأنفاس ضائعة..قد كان أحد ضحاياه في وقت ما..

أراد بيوم ما أن يمسك يدها ويخرجها من هذه الدوامة التي تغرقها.. أن يريها أن العالم جميل باستثناء البشر به.. وأن المطر لا يهطل دائما ويمكن للسماء أن تكون صافية.. لذا تستطيع التوقف عن المشي والنظر للأرض..

أن ترفع رأسها له فهو سيسير بقربها طول الطريق.. وإن كان سيره بقربها يزعجها فسيكون ورائها ليحميها من أي شيء..

فرقع أصابعه أمام وجهها ليجدب انتباهها له..فرفعت رأسها لكنها سرعان ما أنزلت عينيها بعيدا عنه.. تقوم بضم قدميها لصدرها.. وذلك ما حز في نفسه وجعله يتكئ بديه للخلف بينما ينظر لها..

هي لا تسمح له بتأمل العقيق بعينيها.. تستمر بالهرب بها بعيدا بينما تسمح للحزن بأن يسكنها بصدر رحب..

وهو ماجعله يحقد عليه بشكل أكبر..

كان يحقد على حزنها وخوفها وأراد أن يبيد ألمها.. أن يكون الوحيد الذي ينعكس على عينيها ويسكن قلبها.. لكنه أكثر من يعلم أن من يسكن القلب يصعب اخراجه..


" لما تجلسين وحدكي بهذا الوقت؟!.. أتشعرين بالمرض؟.. "

𝓢𝓲𝓷𝓪𝓶𝓸𝓷 𝓛𝓲𝓹𝓼 ¦¦ شفاه القرفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن