Part thirteen ● ْقَلْبٌ حَائِر

326 23 59
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غسلت وجهها ثم فردت شعرها الأسود الذي يصل أسفل كتفيها.. وكإضافة أخيرة قامت بتعديل مكياجها ووضع أحمر شفاه تلقي نظرة أخيرة على نفسها بمرآة الحمام..

" ميرا.. أحدث شيء لما تأخرتي بالخروج؟!.. "

كان جون يدق على الباب من الخارج بنبرة قلقة بينما ينادي عليها.. لتفتح هي الباب تنظر له بملامح مستغربة.. وأول ما فعله هو إحتضانه لها بشدة..

رمشت للحظات ثم بادلته الحضن...

كانت ستستنكر الوضع لو كانت ببداية علاقتهما.. لكن تصرفاته هذه قد إعتادت عليها.. قلقه المفرط وخوفه من أن تتركه لطالما كانت دخيلا بينهما... لكنها تتعامى عن الأمر فشيء صغير كهذا لن يحطم حبها بهذه البساطة...

أو هذا ما تنظنه هي...

"عدلت مكياجي فقط..لا داعي لكل هذا القلق، حسنا؟.."

كانت تضع خديه بين كفيها بينما تبتسم بدفىء محاولة تخفيف قلقه.. ليقترب هو من وجهها يطبع قبلة لطيفة على شفتيها..

" اذا.. سنشاهد فيلما كما اتفقنا.. "

لمعت أعينها السوداء بنجوم من خيال.. يسحبها من يدها يتجهان نحو غرفة الجلوس..

هي لم تعترض على أي شيء يفعله أو يقوله منذ وافقت على مواعدته.. تقبلته بعيوبه ونواقصه رغم أنه كان بعينيها كاملا بسبب حبها له.. رغم ذلك لم تكن علاقتهما بتلك المثالية..

كانت تسند ظهرها لصدره يقوم بحضن خصرها عادما المساحة يعطيها راحة أكبر في الجلوس.. يجلسان على الأرض بينما يتكىء هو بظهره للأريكة وكل الأضواء مغلقة ماعدا ضوء التلفاز وكذلك ضوء الشارع عبر النافدة..

أصدر هاتفها صوت رنين لذا حملته هي وسط مشاهدتهما للفلم تتفقد الرسائل الواردة.. وبينما يسند دقنه لكتفها رمى بنظره لشاشة الهاتف يضيق عينيه بإنزعاج..

" مع من تتكلمين؟!.. "

" لا أحد.. إنها صديقة وحسب.. "

مد يده يأخد الهاتف منها بشكل خاطف مما لم يسمح لها بقول أو إعطاء أي رد فعل.. شكوكه مرة أخرى تعود وتصنع ضيقا خانقا داخل صدرها..

" أنت تكذبين.. "

هو لم يكن يؤمن بوفائها أو يمنحها ثقته يوما.. وذلك ما جعلها تتألم من الداخل.. اذا كنت لا تثق بشريكك و لديك قناعة بأنه سيخونك بأول فرصة.. فلما تتشبت به وتحاول جعله وفيا رغما عن طبعه.. لما يستمر بإحتضانها و مناداتها بكل ثانية تغيب عن عينيه.. اذا كانت الثقة حقا هي أساس الحب..

فماذا يمكن تسمية الذي بينهما ؟..

أعاد لها الهاتف بعد أن تحقق منه يعود لإحتضانها وتركيز نظره بالفيلم.. لكن هي لم تعد لها رغبة بمشاهدة الفيلم أو حتى البقاء بهذه الشقة.. تريد الرحيل على الأقل إلى أن تهدأ مشاعرها المضطربة تجاهه.. ربما عندها قد تجد جوابا لأسئلتها..

𝓢𝓲𝓷𝓪𝓶𝓸𝓷 𝓛𝓲𝓹𝓼 ¦¦ شفاه القرفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن